عبث في جامعتي!
لا زلت أذكر جيّدا كيف بدأت مشواري الجامعي بقراءة كتاب “عشرة أمور تمنيت لو عرفتها قبل دخولي الجامعة” للدكتور ياسر عبد الكريم بكار. وأنهيته تقريبا مع انتهاء أسبوعي الأول في الجامعة، لقد كان بمثابة تهيئة نفسيّة للحياة الجامعيّة، واستفدت منه، وتحمّست، وأسّس في ذهني قاعدة جوهريّة مفادها: إياك أن تظنّ أنّك مقبل على السنة الرابعة من المرحلة الثانويّة! أنت مقبل على الجامعة… وبالفعل، بدأت المشوار، ولمست الفرق بين “المعلم” و”الأستاذ الجامعيّ”، وبين مسؤوليّة طالب المدرسة وطالب الجامعة، وبين سجن مدرستي وجامعتي، وبين مستوى العلم الّذي أحصده هنا وهناك. وكانت المسيرة جيّدة في مقرّرات المتطلّبات العامّة الّتي تفرضها جامعتي على طلبتها، وسُعدت بهذه الفكرة لأنها تفتح أمامنا أبوابا على علوم كثيرة، نتعرّف ملامحها دون التخصّص فيها، فيتحقّق لنا شيئ من الاطّلاع المفيد. لكن، ليس هذا ما يحدث معي الآن في مقرّرات التّخصّص، فقد انحدر مستوى التعليم كثيرا ! أنا طالبة في سنتي الأولى في قسم اللغة العربية، ولا يرضيني المستوى الّذي يعلّمنا به بعض الأساتذة. أحد أساتذتنا الكرام يمضي بعض المحاضرات في شرح الدروس، وبعضها في التخطيط على تلخيص الدروس! أجل، أستاذنا أمضى منذ بدء الفصل نحو ثلاث محاضرات ل”يخطّط” معنا على المعلومات المهمّة من المادّة ! حقيقة، أنّي لم أكن أقبل هذه الطّريقة في المدرسة، ولكن أن تكون هذه طريقة أستاذ الجامعة، فهنا لا تعليق يصف أسفي. الفظيع في الأمر أيضا، أنّ الدكتور قالها صراحة: للأمانة العلميّة أنا لو كنت أُدرّس هذه المادة في البلد “س” لما فعلت هذا مع الطلبة…فهذا يسمّى “عبث”! أسفي على نفسي أولا، وعلى من حولي ثانيا، وعلى تلامذتنا مستقبلا! سأتخرّج يوما يا دكتوري العزيز وأنا حاصلة على أرفع التقديرات في التحصيل العلميّ، لكنّي سأكون فائقة الفاشلين ..! فشكرا لك. ملاحظة: قد لا يعني هذا بالضرورة أن يكون هذا مستوى الجامعة، وقد يعني ذلك ربّما، لكنّ الموقف بدرجة من السّوء والتّدنّي في مستوى التّعليم إلى حدّ يلزمني الكتابة وإبلاغ صوتي. طالبة سنة اولى تخصص لغة عربية جامعة قطر