استشارة زدنيالدراسة في تركيا

في تركيا، ما هو الشيء الذي ستجده ماثلًا أمامك؟

أينما وجهت وجهك في تركيا ستجده حاضرًا بداية من مكتب رئيس الجمهورية إلى أصغر موظف في الدولة، وفي مؤسسات الدولة الرسمية الحكومية والخاصة، في المطارات، والعملات النقدية وفي جميع المناسبات ترفع صوره ويُنادى ويُهتف باسمه يعتبره البعض ملهمهم ورمزهم، الحديث بأي سلبية عنه في تركيا أمام الأتراك غير مقبول وقد يسبب لك المشاكل.

في مداخل الجامعات والمدارس تجده رجل العلم، في مؤسسات الدولة تجده رجل الدول، وفي الميادين العامة تجده ذلك الفارس الذي يمتطي فرسه وينادي للدفاع عن البلاد … إنه أبو الأتراك كما يطلق عليه إنه الغازي “مصطفى كمال أتاتورك” مؤسس الدولة التركية الحالية.

الحقيقة أنا هنا لست لأسرد مناقب الرجل التي يفخر بها الأتراك ويعتبرونها علامة مميزة ونقطة التقاء، و يحسبون له الفضل الأكبر في بناء دولتهم التركية، ويعدونه مصدر إلهام لهم في جميع المجالات، و هذا واضح في الأدب التركي والقصص والحكايات القديمة التي تستشهد بالرجل في كل شيء و في أي شيء!

اعترف، عندما وصلت تركيا اكتشفت كم المعلومات المغلوطة أو غير الدقيقة المنقولة لنا في بلادنا العربية عن الرجل، فالكثير من الروايات العربية لم تكن تفصيلية أو دقيقة في نقل الأخبار عن الرجل وعن فترة حكمه، وإنما كانت انتقائية عشوائية ركزت النظر على جانب وبنت عليه أحكامًا معظمها غير صحيح أو منقوص، بينما وجدت أن الامر من وجهة نظر الأتراك مختلفًا تمامًا، و الطريف في الأمر أن لدى الأتراك صورة نمطية مغلوطة عن كثير من العرب.

لذلك فعليك قبل أن تناقش أي أمر في ما يخص “أتاتورك” مع الأتراك أن تكون حذرًا جدًا حتى لا تقع في موقف محرج مع المتعصبين له!

حسن أبو مطير

باحث فلسطيني من قطاع غزة ، درست الهندسة الكهرباية و اكملت مرحلة الماجستير في الجامعة الإسلامية بغزة ، حاليا حاصل على منحة الحكومة التركية لاكمال الدكتوراة في هندسة أنظمة الطاقة و التخزين، عملت في فلسطين و تركيا على تطوير المشاريع الصغيرة و الريادية للشباب و تطوير قطاع التدريب المهني. أعيش حاليا في تركيا محاضر جامعي وكاتب مهتم بالبحث في أنظمة الطاقة وريادة الأعمال
زر الذهاب إلى الأعلى