في منتدى الشرق.. مازال هنالك أمل بالشباب العربي
(هذا المقال هو جزء من تغطية فريق شبكة زدني ضمن مؤتمر منتدى الشرق الذي عقد في اسطنبول مابين 16 و 20 إبريل).
يومان ضمن مؤتمر منتدى الشرق كانت كافية للإيمان بأنه مازال هنالك مؤسسات تؤمن بـ طاقات الشباب العربي وإبداعه، كانت لنا في زدني تغطية حية على تويتر، ومشاركة ضمن مسارات المؤتمر والتي ركزنا في حضورنا فيها على المسار الإعلامي، كوننا نصنف أنفسنا ضمن الصحافة التي تهتم بالتعليم.
على هامش المنتدى وقبل يوم، كان لفريق زدني لقاء مع الأستاذ والدكتور بشير نافع، والذي خصنا به ليتحدث عن أصول التعليم الإسلامي، والتي تعود نشأته وجذروه لحفظ المسلمين للقرآن الكريم آنذاك، وكيف تطور الأمر فيما بعد على عدة مراحل منها التي بات فيها الحديث مصدر من مصادر العلم، ومنها مرحلة الدولة العباسية; التي برز بها ما يسمون أنفسهم بـ “أهل الرأي”، الذين يتبع لهم الإمام أبو حنيفة، وهم جماعة شككوا ببعض الأحاديث التي لا يظهر لها مصدر واضح، فدعوا إلى الاجتهاد بالأحكام.
–
–
كما تحدث لنا نافع عن “أهل الحديث” وهم جماعة أخرى يتبع لمدرستهم الإمام أحمد بن حنبل، وقد نادوا بالرجوع في كافة المسائل لأحاديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
كما ذكر لنا نافع كيف بدأت تتشكل حلقات العلم، عندها باتت الناس تسمع بها من بلدان أخرى فتسافر من أماكن بعيدة لتصل لحضور تلك الحلقات التي غالباً ما كانت تعقد في مساجد وبيوت مكة المكرمة، والمدينة المنورة.
واستتبع نافع حديثه بالإشارة إلى أن الصفوف في مرحلة “الحلقات” لم يكن بها أي تمييز، حيث يعتبر الاهتمام هو العامل الأساسي للتعليم، فلا تمييز بين شخص وآخر ضمن الحلقة، التي يمكن أن يحضرها الكبير والصغير.
وفي مرحلة لاحقة من القرن الثالث للهجرة، ظهرت ملامح التخصص في التعليم، فبات هنالك تخصصات منفصلة مثل تخصص الفقه وتخصص الحديث، وبهذه المرحلة بدأت تتشكل تسمية العلماء.
ثم أتى بعدها نظام يدعى “نظام الملك” والذي أقام مدارس سميت بـ “المدارس النظامية”، وأقامها في عدد من المدن والعواصم ومنها بغداد، ثم شيءً فشيء بات علم الحديث في مرحلة نمو ونضوج أدى لظهور مدارس له وللقرآن الكريم، منها المدرسة النورية الصغرى، والنورية كبرى والتي تتواجد في العاصمة السورية دمشق، وقد سميت بهذا الاسم نسبةً إلى نور الدين الزنكي.
وبعد ذلك ظهرت ملامح واضحة وبارزة كان فيها التعليم حر بشكل أكبر وليس مقتصراً على سن أو وقت معين، فيقول الدكتور نافع: “أن للطالب حرية اختيارا الصفوف التي يريدها، ويحضر فيها مثلما يريد، كما أن له حرية اختيار الشيخ والمدرسة وما يريد أن يدرس.
بدأ مؤتمر الشرق والذي حمل عنوان “استشراف المستقبل” في صباح يوم السبت 18/4/2015، حيث ألقى كلمة الافتتاح رئيس منتدى الشرق الأستاذ وضاح خنفر، شارحاً بكلمته أسباب وجود مؤسسة بحجم المنتدى، الذي يهدف للحوار بين مختلف ثقافات الشرق فيما بينها وبين ثقافات العالم ككل، ويجمعها مع بعضها البعض في مناسبة ومؤسسة واحدة وهي المنتدى. وقد كان للكلمة جانب سياسي، ركز بها خنفر على الأحداث التي تمر بها المنطقة، وعلى السياسات المُتبعة بها.
مسارات وندوات المؤتمر:
–
–
حضرنا كفريق لمؤسسة زدني أغلب ندوات ومسارات المؤتمر الإعلامية، منها “الرقابة على الإعلام والبدائل المتاحة” التي قدمها هارون مير، ومنها “التمويل الجماعي للمؤسسات الإعلامية الناشئة” والتي شرح فيها عبد الله عبسي من منصة “ذو مال” عن طريقة الإستفادة من التمويل الجماعي الذي يقوم به أفراد عاديون لمشروع أو فكرة ما بمجرد عرضها على المنصة وإقناع الجمهور بها، وكيف ساهمت المنصة بتمويل 100 مشروع بقيمة وصلت لمليون دولار أمريكي، بمزاية قد لايصل إليها صاحب المشروع بحال بحث عن داعم محدد لمشروعه، ومنها أن المنصة كفيلة بإشهار المشروع، وأن صاحب المشروع لايضطر لتقديم تنازلات مقابل شروط داعم أو مستثمر ما.
كما قمنا بتغطية ندوة “عصر الرقابة على المعلومات، ومن يتحكم بالإعلام” والتي شارك بها المدير العام لشبكة الجزيرة الأستاذ ياسر أبو هلالة; وتحدث عن البيئة التي وفرتها الشبكات الاجتماعية وبرامج الترسل مثل سكايب لنقل الأخبار وكسر الحواجز في إيصال المعلومة والخبر.
لقاء فريق زدني مع الأستاذ وضاح خنفر:
في وضاح خنفر تجد شخص إستثنائي مازال يعول على الشباب العربي ويشجعهم، يصعد إلى المسرح دون ورقة، ويرتجل متحدثاً عن وضع العرب، وكيف يمكن للشباب أن يحدث النهضة الشاملة بأدوات بسيطة، ثم يتحدث عن السنوات الأربعة الأخيرة التي مرت مشيراً على أنها ليست شيءً يذكر في عمر الشعوب، تمر بسرعة دونما إحساس.
–
–
إلتقينا خنفر وقد كان لقاءً بعيد عن الرسميات، بدء يحدثنا في أمور الدين والدنيا بشكل يشدك لمتابعة الحديث، ثم تحدث لنا عن أمور الشريعة وارتباطها بحياتنا.
كما حدثنا عن أن أي فريق ناجح في العالم ينبغي أن يتشكل من عقول غير نمطية أو غير متشابهة، بحيث يكون لكل شخص رأي وتعبير مختلف عن الآخر وهذا الأمر هو ضامن للنجاح حسبما ذكر لنا.
واستتبع خنفر كلامه عن أن الواقع الجديد يفرض وجود حلول للمشكلات التي تعترضنا مشيراً إلى أنه هنالك دائماً طريقة لمواجهة الفشل، ومتسائلاً عن كوننا كعرب ماهرين في مجالات مثل التقنية والبرمجة، في حين لسنا بارعين بطرح مبادرات إجتماعية تساعد على تغيير واقعنا؟
وفي طرح لزميلنا في زدني “طه العاني” عن أي مجال علينا اتباعه لتحسين وضع التعليم؟” أجاب خنفر: “أن علينا تطوير المناهج التعليمية الحالية التي تدخل الطالب في حالة الضياع، كما أن المدارس الحالية هي من أسوء النماذج الموجودة والتي تحاول قولبة الشخص بقالب قد لا يحبه وترغمه عليه، منوهاً على رهاب أو خوف لدينا من الأشياء الجديدة علينا، والحل لهذه المشكلة يكون بوضع أهداف توجهنا ولا تحاربنا.
الكلام يطول عن منتدى الشرق والأيام التي قضيناها بين أروقته، لكن كتاب شبكة زدني قاموا بتلخيص كل ذلك في المقالات التالية:
– الصحافة الاستقصائية: وللتعليم جزء مقسوم! [طه العاني].
– تطوير استراتيجية فيديو جديدة لجمهور الإنترنت: نموذج قناة BBC [إيمان ملال].
– الرقابة الحكومية على الإعلام والبدائل المتاحة [عبد الرؤوف جناوي].
– تغطية زدني لورشة صحافة المعلومات لأنطوان لورانت [صهيب حجاب].
– لـ”نستشرف المستقبل” بعيداً عن الانتقاد! [طه العاني].
– الرقابة الحكومية على الإنترنت [إيمان ملال].
– منتدى الشرق في إسطنبول…اللقاء المُنتظر [عبد الرؤوف جناوي].
– “استشراف المستقبل” النهوض بالتعليم [طه العاني].
منتدى الشرق – استشراف المستقبل2015