لأهالي الأطفال الأكثر صراخًا.. لحظة تفكير!
في كل مرة أذهب للتسوق أو إلى مدينة الألعاب أو بعد الانتهاء من زيارة، ألاحظ وجود أطفالٍ يصرخون بشدة ويجرهم ذووهم وهم يملؤون الدنيا بكاءً، فإذا سألت أحدًا من الوالدين عن سبب بكاء طفله يقول لك: لا أعلم .. لقد دخلنا لنلعب وأعطيته كل ما يريد ولكن الآن أريد الذهاب وهو لا يتقبل هذا الأمر ..
وقد كنت أتكلم عن هذا الأمر قبل أن أرزق بطفليّ وكان بعضهم يلمح لعدم تجربتي لهذا الأمر وأنني لا أعرف كيف يتعامل الأطفال.. وها قد خضت التجربة وكبر أطفالي ولم أصل يومًا إلى هذه المرحلة، ولم أتعرض ولله الحمد لهذا الموقف أبدًا .. فلماذا؟
لعلمي أنّه لا سبب يجبر الطفل على الصراخ والبكاء أكثر من شعوره بالإهمال النفسي وحاجاته الجسدية والصحية، ولهذا سأقدم بعض النصائح للوالدين لعلهما يصلان إلى السلام والهدوء مع أبناءهم ..
- احترم طفلك وراعي مشاعره: فلا يعقل أن تذهب لمدينة الألعاب دون أن يلعب، أو تدخل سوقًا مليئًا بالحلوى والهدايا دون أن تشتري له، ولهذا عليك أن تشتري له شيئًا أو تبعد ناظريه عن المكان، أو أن تتفق معه على شراء شيء ما بمبلغ محدد أو تلعبه عددًا معينًا من الألعاب.
- إذا كنت في زيارة لأحد الأصدقاء الذين يحبهم أبناؤك، فمن الطبيعي أن يتعلق الطفل بهم، فحاول أن تحدد له وقت المغادرة مسبقًا وأن تعده بزيارة أخرى قريبة، وتذكره قبل الذهاب عدة مرات بأن عليه إنهاء لعبه وتوديع أصدقائه، وتعطيه مهلةً إضافية وأمل بلقاءٍ جديد.
- احترم مواعيد نوم الطفل، وجوعه وعطشه ورغبته في الحركة واستعمال المرافق الصحية، فلا تسرف في الخروج طويلًا حتى يحين موعد نوم الطفل فيضجر، أو تؤخر طعامه أو تجلسه في السيارة وقتًا طويلًا على طريق السفر دون حركة، لا بد للطفل من الحركة واللعب كل ساعتين لتفريغ طاقته وحركته.
- احترم ممتلكاته الشخصية وألعابه الخاصة فلا تعطها لأحدٍ دون إذنه ولا تستخدمها دون علمه، وإن امتنع عن المشاركة فلا تجبره على العكس فإنه يملك حق الاختيار والامتناع.
- احترم رغبته في اختيار نوعية طعامه (وشجعه على الصحي منها)، وملابسه: فلا تجبره على ارتداء ما يعجبك أو على الزي الرسمي والبقاء نظيفًا طوال الوقت فالأطفال يحبون الاتساخ.
- كن يقظًا وتوقع حاجات الطفل قبل أن تظهرها لك أفعاله السلبية، تحسس رغبته بالجوع والنعاس والألم، تكلم عنها بشكل بسيط ليتعلم التعبير عنها بأدبٍ واحترام.
طفلك قد يشعر بالمرض، أوالصداع، أوالفراغ، أوالوحدة، أو الضجر فيظن الأهل أن طفلهم مشاكسٌ مزعج وهم لا يعرفون ما يمرُّ به وما يحس به ..