فكرة

لماذا نحن بحاجة للكتابة الورقية ؟ 5 أسباب قد تقنعك بذلك

ربما نفكر بأن دفتر الملاحظات قد أكل عليه الزمن وشرب، خاصة في وقت التكنولوجيا!! قد يكون ذلك صحيحًا نسبيًّا وأنه بالفعل لا يمكن استخدامه في ظل وجود أجهزة إلكترونية تتمتع بإمكانية خارقة تفوق دفتر الملاحظات بملايين المزايا بل إنه لا يمكن المقارنة بين هذا وذلك .

ومع ذلك يمكن القول إن ثمة بعض الخصوصيات تتمتع بها دفاتر الملاحظات أكثر من الهواتف النقالة، منها:

1-  إيجاد حل ما لمشكلةٍ ما:

العصف الذهني هي طريقة من الطرق الرائدة في حل المشكلات، وهي باختصار إحصاء أكثر من حل لمشكلة ما أو لفكرة نريد تحقيقها، ومن ثم نتمعن في هذه الحلول ونختار الأفضل، أو ربما ندمج حلين مع بعضهما أو نطور حلًّا بآخر، لا أتصور قطعًا أنه يمكنك التعامل مع هذه الأمور من خلال الهاتف حتى لو كان ذكيًّا! بالكاد يصلح الأمر بالطبع مع الحاسوب، لكنك ستجد أن الورقة والقلم أكبر مساعد لك، صنع الدوائر من جهة، والألوان، والشطب… إلخ .

كتابة المشكلة على الورق تساعد على الفهم الكلي لما تتعامل معه، البحث في التفاصيل يعنى أنك ستدون الكثير من الملاحظات، وهذا يعمق فهمك للقضية التي تواجهها.

جرب أن تعزز ثقتك بالقلم والورقة من جديد؛ فتسأل ما هي الحقائق حول المشكلة؟ ما هي المشاعر المرتبطة بالأفكار التي توصلت إليها؟ وماذا تريد أن يكون بعد ذلك؟ قد تكون بعض الإجابات رسومًا أو رموزًا، لا يُهِم، المهم أن تكتب، وستجد الفرق مع مرور الوقت !

2- التفكير التأملي:

يعد التعبير الكتابي من أكثر الإستراتيجيات المتبعة في تنمية التفكير التأملي؛ وذلك لأن الكتابة تعمل على تعزيز التجارب لدى الطالب، كما أن للكتابة أهمية معرفية؛ إذ تعكس الأهداف الشخصية والاهتمامات الفكرية؛ فهي تعزز الوعي في القضايا المختلفة، وتكتشف فيها الجديد، وتعزيز التفكير التأملي عادة بحسب بعض الدراسات لا تكون إلا عن طريق تطوير آليات الكتابة وتحديد القضايا المراد الكتابة عنها؛ فهي بعبارة أخرى تعمل على تعريض الطالب إلى مهارات عقلية أكثر تطورًا ومن أبرز الأساليب التي تعكس قدرات التفكير لدى الطلبة وتظهرها.

3- التواصل مع الذات:

مع الهاتف أنت غالبًا تتلقى، ترى ما يكتبه الآخرون، من ينشرونه من صور وما يشاركونه من حياة اجتماعية، حسنًا، أين أنت من كل كذلك، بطبيعة الحال لن يمكن أن تنشر أكثر من موقف أو موقفين في اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي، سيُصاب أصدقاؤك بالممل، ولن يتفاعل معك في الغالب، لكن مع دفتر الملاحظات، يمكنك أن تكتب عشرات الصفحات، تعبر فيها عن نفسك لنفسك، وهذا أشبه ما يكون بالتفريغ النفسي لك .

4- تحسين القدرة على التعبير:

وهذه من الفوائد المهمة جدًّا التي نغفُل عنها، فنحن – طلابًا – رأس مالنا هو التعبير، من كتابة الإجابات أو حتى التحدث بها شفهيًّا، يمكن القول إن الكتابة بعبارة أخرى “تدريب عملي صامت على التعبير” فمن جهةٍ أن تكتب ما فهمته من الدرس أو من الحياة، ومن جهة أخرى تدمج فيها وجهة نظرك، وهو ما يسمى بصورة أخرى “النقد”.

ومهما كان الموضوع قُتل بحثًا، ربما تجد فيها زاوية أخرى لم يتطرق إليها أحد؛ فتضيف أمرًا هنا، وملاحظةً هناك.

5- التأكد من استيعابك للمسألة:

“كونفوشيوس” حكيم الصين يقول “أشركني وسوف أفهم” وهنا أنت تقوم بمشاركة نفسك فيما تفهم؛ فتعبر عن المسألة بأسلوك يعني أنك فهمت؛ فمثلا موضوع ما في الكتاب مكون من 10 صفحات، يمكنك أن تلخصه في صفحة أو صفحتين هذا يعني أنك مستوعب للأمر تمامًا، ولكن لو لخصته في سطرين لديك مشكلة ما هنا، ويجب عليك القراءة من جديد وبذل جهد أكبر .

علميًّا “عندما تقوم بكتابة شيء لتسجيله؛ فأنت تطلق مجموعة من الخلايا في فصك الصدغي المعروف بأنه نظام تفعيل شبكي؛ والنتيجة لأن عقلك يقوم بتكثيف كمية التركيز على المعلومات التي تكتبه”.

المصادر : 1، 2

نور الدلو

نور الدلو صحفي، ماجستير في الصحافة. وطالب دكتوراة في الإعلام والثقافة في جامعة مرسين. تركيا
زر الذهاب إلى الأعلى