ما بين بعبع الثانوية ودراكولا الاحتلال!
بدأ طلاب الثانوية العامة “توجيهي” في فلسطين امتحاناتهم لهذا العام وسط معاناة لا تنتهي إثر انقطاع التيار الكهربائي
عن القطاع بشكل مستمر، وأزمة الوقود التي حرمتهم من استعمال البدائل لتوفير الإنارة وعلى تخوف من مرحلة مصيرية تحدد اختيارهم للتخصص الجامعي، وتطلعهم للمستقبل، بدأت الامتحانات بالصعوبة منذ الامتحان الأول ” تربية إسلامية”، مرورًا باللغة العربية والإنجليزية، وصولاً لمادة الأحياء التي شكلت كابوس لأغلب الطلبة جعلهم ينهون امتحاناهم وسط الدموع من فرط تجاوز الأسئلة للحد المعقول من الصعوبة.
وتزداد محنة طلاب الثانوية تجذراً منذ أكثر من أسبوع، مع ما تعانيه مدن الضفة والقطاع من انتهاكات صهيونية مستمرة على منازل المواطنين الآمنين، مما أفقد الكثير من العائلات منازلهم، وسلبهم ممتلكاتهم، وأسر العشرات منهم وجعل الطلاب في حالة ذهول وصدمة جراء مسلسل الاعتداءات الصهيوني الذي أفقدهم تركيزهم في الدراسة، وجعلهم يترقبون اللحظات على تخوف من أسر أو فقد.
لكن ذلك لم يضعف عزيمتهم وأصروا على خوض مسيرتهم التعليمية حتى اكتمال المشوار، فخرجوا من بين ركام البيوت المنهوبة، وحملات الاعتقال، و القصف هنا وهناك لمدارسهم لتقديم الامتحانات في تحدٍ واضح للعدو الصهيوني وآلاته الحربية، وأمل لا يحيد في مستقبل هم وحدهم الأمل فيه.
ولا يخفى على أحد ما لتلك المرحلة التدريسية من حساسية عامة لجميع الطلاب وأهاليهم، وما تنطوي عليه من توترات وخوف من “بعبع الثانوية” وقصة تحديد المصير، فدراسة عام كامل تعتمد على امتحان نهائي واحد يحدد فيه حسب النتيجة معدل القبول في الجامعات، وبدل أن توفر لهم الأجواء الآمنة للدراسة وتقديم الأفضل أوجعتهم آلة الحرب الصهيونية اعتداء وتنكيلاً، وجعلتهم على تخوف أكبر مما قد تنتهي عليه الأيام القادمة، أو ما إن كان قد يمر هذا العام على خير ويتأهلون للمرحلة القادمة من حياتهم التعليمية أم يخطون نحو مصير مجهول من اعتقال أو إصابات.
معلّمة الصف الثالث الابتدائي