استشارة زدنيالدراسة في ألمانيا

هل هناك كلمات عربيّة في اللغة الألمانية ؟

مع أن البعض قد لا يتخيّل وجود أي كلمات عربيّة في اللغة الألمانية ولكنها موجودة ويقدر عددها بحوالي 300 كلمة وقد دخل أكثر عن طريق الأندلس أو ايطاليا أو حتى التعاملات التجاريّة بين المسلمين والألمان قبل قرون، ثم لو راجعنا سيرة الملك الألماني فريدريك الثاني لوجدنا عشقه للعلوم ساقه إلى دراسة اللغة العربية وقد كان يعود للعلماء المسلمين في صقلية في الكثير من المسائل التي شغلته.

اليوم، لا يُمكن مثلاً لأي طالب سواء في ألمانيا أو في غيرها من دول العالم أن يدرس الهندسة دون أن يدرس اللوغارثميات Algorithmen، وهي ليست إلا الخوارزميات التي يعود الفضل في اكتشافها للخوارزمي في مُحاضرة الرياضيات أو علم الجبر Algebra الذي يعود تسميته إلى جابر بن حيان.

مُصطلحات علمية كثيرة دخلت الألمانية ولكنها استخدمت بمعان مختلفة عن معانيها العربية التي نعرفها نحن اليوم، فكلمة «صفر» لا تعني بالألمانية الرقم صفر ولكنها تعني خانة، ومصطلح «مونسون» في علم المناخ المأخوذ عن مصطلح موسم يعني الرياح الموسمية، وكذلك Azimut المأخوذ من مصطلح سمت الرأس وله استخدامات عديدة في علم الفلك والملاحة.

يعتقد بعض علماء اللغة أن كلمة «رِزِقو Risiko» مأخوذة عن كلمة رِزق العربية وتعني بالألمانية “مُخاطرة”، كما أن كلمة «كابل Kabil » مأخوذة عن «حبل»، وكذلك «كليبر Kaliber» التي تعني اليوم «عيار» هي في الاصل من كلمة «قالب» وكذلك كلمة «Soda صودا» وكلمة Chemie»» فهي كلمة كيمياء.

كلمة مثل «بنزين» هي من الكلمات التي لا جدال فيه بحسب الباحث واللغوي الألماني آندرياس اونغر الذي ذكر حكاية انتقال كلمة «بنزين» في كتابه «من الجبر إلى السكّرVon Algebra bis Zucker» حيث أكد أن أصل كلمة بنزين من كلمة لُبان جاوي، واللبان الجاوي هو نوع من انواع البخور الذي أتى به العرب من جاوا في إندونيسيا ثم نقلوه إلى إيطاليا في القرن الخامس عشر فأخذوا الاسم واسقطوا اللام من أوله فصار «بنجَوي» ثم حُرف إلى «بنزوي»إلى أن تم اكتشاف الـ«بنزين» من الزيت المستخرج من الـ«بنزوي».

لا شك أن الأمر لا ينحصر في الكلمات الجامعيّة فهناك كلمات كثيرة مستخدمة في الحياة اليومية مثل Sirup تعود لكلمة شراب وكلمة Orange من النارنج “البرتقال” وسكر “Zucker” وأيضا كلمة Sofa بمعنى كنبة تعود في الأصل لكلمة Sofa أو حتى Matratze بمعنى فرشة تعود إلى كلمة “مطرح” والكثير من هذه الكلمات أشار إليها بشكل جميل الكاتبة الألمانية زيغرد هونكه في كتابها “شمس الله تشرق على الغرب” وهو يستحق المُطالعة بلا شك.

عمر عاصي

عُمر عاصي، فلسطيني من الـ 48، من قرية صغيرة إسمها كُفربرا، وُلد عام 1988، درس الهندسة التطبيقة في السيارات، والآن يدرس الهندسة البيئية في ألمانيا، عمل في شركة Intel، يكتب منذ عام 2005، دخل الجزيرة توك عام 2008، حاز على شهادة الصحفي الشامل من مركز الجزيرة في الدوحة عام 2011، وحصلت مُدونته على أفضل مُدونة شخصية لعام 2012.
Back to top button