هوية الطفل المسلم في الغرب
لا شك أنَّ العائلة العربية المسلمة التي تعيش في الغرب تجد تحديات صعبة في الحفاظ على الهوية والتقاليد العربية والإسلامية وقليلة هي التجارب التي نجحت في تربية أبنائها تربيةً إسلامية محافِظةً وملتزمة بقيمها وثقافتها ضمن محيط غربي وتيار معاكس تمامًا.. بعض هذه التجارب كان للعائلة دورٌ مهم في وصولها لما هي عليه، وقد عاصرْتُ تجرِبة عائليةً لتنشئة الجيل الثاني كان بعض نتائجها مصدرَ فخر واعتزاز، ولأبنائها بصمة دينية طيبة وواضحة.. كان بعض أسباب وصولها لما هي عليه ما يلي:
1- يكون الوالدان هما القدوة لأبنائهما في الالتزام الأخلاقي والتمسك الديني بالصلاة والحجاب والتعامل بالصدق والأمانة والخلق القويم، مع اهتمامهم بتطوير أنفسهم دينيًّا واجتماعيًّا وثقافيًّا وحضور الدورات والبرامج التربوية والإسلامية.
2- ربط الطفل وتشجيعه وإلزامه منذ صغر سنه بالمحيط الإسلامي المتمثل في المسجد وحلقات التحفيظ وحضور الخطب والجمع والأعياد والمشاركة في الحفلات والمهرجانات الإسلامية في المنطقة ودراسة القرآن الكريم والعلوم الدينية والاستقاء من منابع تربوية صحيحة.
3- الإبقاء على ممارسة العادات والتقاليد التراثية والتي لها ارتباط ديني المتمثلة في الأجواء الرمضانية والجمعة والأعياد والحج والاحتفاء بالمواسم والذكريات مثل السَّنة الهجرية وميلاد النبي عليه الصلاة والسلام.
4- التحدث باللغة العربية في المنزل ومنع التحدث بلغة المنطقة قدر الإمكان؛ ليتمكن الطفل من ضبط اللغة، ويُفضَّل إلحاق الطفل بالمدارس العربية المتوفرة في المنطقة لدراسة اللغة والمناهج الإسلامية، وعَرْض بعض القنوات العربية لأفلام الكرتون وترديد الأناشيد والتراثيات العربية والإسلامية وتعليمها للطفل في سن مبكرة.
5- متابعة أخبار وقضايا المسلمين في الدولة التي يعيشون بها، والتضامن مع بعضهم، ومناصرتهم في قضاياهم، ومعرفة ما يجري كذلك في دول الشرق الأوسط والدولة الأم.
6- مما ينفر الأبناء من الدول العربية والإسلامية هو كثرة الحديث عن عيوبها وذكرها بسوء وإظهار الجانب السلبي للأبناء خصوصًا لمن كانت له بعض التجارب المزعجة فيها.
7- اختيار صداقات العائلة من المسلمين وربط الأبناء بقدر الإمكان مع أطفال لهم الظروف نفسها والامتداد الفكري والعقدي والبيئي نفسه، والابتعاد عن العوائل المتفلتة والمنصهرة في الغرب حتى النخاع بقدر الإمكان، والتي تتنافى مع مبادئ العائلة والأخلاق الإسلامية.
8- الزيارات المنتظمة للأقارب وقضاء الإجازات مع العائلة، وتعريفهم بأهمية الأسرة والنظام العائلي، وكذلك ترغيب الأبناء في الرحلات الدينية في الحج والعمرة.
9- اختيار الأماكن المناسبة للتنزه المخصصة للعوائل والمناسبة للجو العام والملتزم والابتعاد عن المناطق التي فيها انفلات أخلاقي كبير كالشواطئ المفتوحة والحفلات الصاخبة وأماكن اللهو.
10- إشغال وقت الأبناء بالنشاطات العائلة والبرامج الدينية مع توجيه دائم، وفتح نوافذ الحوار والتواصل مع الأبناء تحت شعار التعبير بحرية، ومناقشتهم في المواقف التي يتعرضوا لها والمناظر التي يشاهدونها.
11- بعض التجارب الناجحة أكدت دور المخيمات والمهرجانات الصيفية التي تنظمها الأسرة قد كان لها دور كبير في تعريف الأبناء بأصولهم ودينهم وتعليمهم الكثير من الخبرات والقصص والتجارب في وقت قصير .