المدارس المختلطة بين المؤيد والمعارضقضية الشهرمقالات و أبحاث مترجمة

4 مميزات للمدارس المنفصلة – مترجم –

المقال الأصلي: 4 Advantages of Single-Sex Schools

أظهرت العديد من الأبحاث مزايا عظيمة لمدارس الجنس الواحد (المدارس المنفصلة)، بدءًا من تعزيز الثقة حتى تنويع الأنشطة المتاحة. على سبيل المثال، وُجد أن الفتيات والشباب الذين درسوا في مدارس غير مختلطة كانوا أكثر ثقة بأنفسهم من أقرانهم في المختلطة، وكانوا أكثر إنجازًا على المستوى الدراسي، إذ أتيح لهم التوجه لمجالات دراسية غير تقليدية لا تعد مقبولة عادة لجنسهم، فتجد الشباب يميلون للتوجه الأدبي في حين تبدي الفتيات الاهتمام بالعلوم والرياضيات.

ومع أنه من الصعوبة بمكان الجزم بتعميمات مطلقة في هذا السياق، إلا أن ثمة معالم مشتركة تميز العديد من مدار الجنس الواحد، نسردها فيما يلي:

1- أريحية البيئة

مع أن معدّل إنجازات المدارس المنفصلة ممتاز إلا أن بيئتها تمتاز بالأريحية، سببها الجزئي تحرر الشباب والفتيات من هواجس إثارة إعجاب الجنس الآخر، فيركز الطلبة على ذواتهم ويشاركون دواخلهم بصراحة وصدق. في ذات الوقت، تلاحظ حيوية طلبة المدارس المنفصلة في الإقدام على المغامرات والمخاطرات، لأنهم ليسوا مشغولين بالقلق من حرج وقوعهم أرضًا أمام الجنس الآخر.

لذلك تجد الفصول الدراسية تموج بالحركة والديناميكية، وعامرة بالأفكار والمحادثات الحرة، وهذه كلها معالم على جودة العملية التعليمية الحاصلة. ومن ثم لا تواجه المدارس المنفصلة مشكلة اضطرار المعلّمين التحايل على الطلبة للتشجع على المشاركة في نقاشات الفصل.

2- تحزّبات أقل

قد لا يصح هذا بإطلاق، لكن المدارس المنفصلة لها دور كبير في تقليل التحزّبات والتعصّبات، خاصة في مدارس البنات. إذ لا تحمل الفتيات هم إثارة إعجاب الفتيان وانتشار شعبيتهن، وهذان من أكبر الهواجس المنتشرة في المدارس المختلطة. بل يتجهن للتركيز على دراستهن، ويتفتحن لمصادقة الفتيات الأخريات.

أما مدارس الفتيان، فصورتها النمطية في الأذهان أنها أماكن هرج ومرج يترك للشباب فيها الحبل على الغارب، إلا أنها في الحقيقة مختلفة عن ذلك. ومع محاذرة الإطلاق، إلا أن مدارس الفتيان عامة لا تقوم على التسيّب أو القسوة.

ويضاف لذلك أن الشباب لا يميلون لتكوين تحزبات بدورهم إذ يخف عنهم ضغط الحاجة للظهور بمظهر رائع، وبالتالي يخففون ضغوط التنمّر على أقرانهم. وتجد في غرف الشباب في تلك المدارس مختلف أصناف الفتيان، دون الاستقواء على الضعفاء منهم كما في المدارس المختلطة.

3- منهج دراسي مفصّل حسب الحاجة

إمكانية تطويع المناهج وتفصيلها بحسب حاجة كل جنس في المدارس المنفصلة تمكّن المعلمين من إبداع أنشطة ووسائل تعليم تخاطب الطلبة مباشرة. ففي مدارس الفتيان على سبيل المثال، يمكن للمعلمين تخير الكتب التي تعجب تلك الفئة وتناقش همومهم.

فمناقشة مسرحية “هاملت” في فصل فتيان يمكن –مثلًا– أن تشمل دراسة تطور الفتى ونضج شخصيته، وعلاقة الأب والابن. أما في مدرسة بنات، يمكن للطالبات دراسة أدبيات تتمحور حول شخصيات نسائية قوية، مثل رواية “جين إير”، أو مطالعة كتب كـ “بيت الفرح” لفهم مدى تأثير القوالب المجتمعية على حيوات النساء وأدوارهن.

مثل هذه النقاشات ممكنة في المدارس المختلطة كذلك، لكنها لن تكون بنفس الانفتاح والتركيز كما في المدارس المنفصلة.

4- التحرر من الصور النمطية عن الجنسين

يمكن للطلبة تخير مجالات الدراسة التي يشاؤون دون أدنى حرج. فيظهر الفتيان اهتمامًا بالأدبيات والإنشاء ويسألون عن الانطباعات دون حرج السخرية الذي يتعرض له نظراؤهم في المدارس المختلطة، ويسري ذلك على مختلف المجالات الناعمة أو الفنية: كالموسيقى والمسرح والرقص والفنون البصرية وحتى الرقمية.

أما في مدارس البنات، يتاح للعالمات والرياضيات من النساء مشاركة خبراتهن  ويتاح للفتيات إظهار الاهتمام بالمجالات العلمية دون خشية الظهور بمظهر غير أنثوي. ولا حصر للنماذج التي تحررت من القوالب النمطية في مدارس الجنس الواحد.

ختامًا، صحيح أن كل طالب مختلف، ولا مدرسة بعينها تناسب كل الطلبة جميعهم، إلا أنه لا شك في جدارة الفرصة التي تقدمها المدارس المنفصلة بما توفره من أجواء خاصة تشجع الطلبة على الشعور بالراحة والانطلاق في رحلة التعلم.

هدى عبد الرحمن النمر

كاتبة ومترجمة ومحاضِرة ، في الأدب والفكر وعمران الذات . محررة لغوية ومترجمة . حاصلة على ليسانس ألسن بامتياز ، قسم اللغة الإنجليزية وآدابها
Back to top button