اقتباساتمن المدرسة

6 أشياء يفضل تعلمها في فترة الثانوية… لا تدرس في المدرسة!

هل تتذكرُ كم مِن مرةٍ أردتَ شيئًا ولم تَكُن مُتَهَيِّأً له؟ هل تتذكرُ كم مِن مرةٍ تمنيتَ أن تكون أتقنتَ شيئًا ما في سنواتِكَ السابقة؟ أن تكونَ قد قضيتَ فترةً من فترات حياتك بشكل مختلف تمامًا عمَّا فعَلَتْه فعلِيًّا؟ إن كنتَ على مشارفِ الدخول للمرحلة الثانوية أو بداخلها حاليًّا؛ فهذه فرصة جيدة لتجنُّب الوقوع في هذا الفخِّ مجددًا.

هنا جمعتُ لك ستةً من المجالات التي ستفيدك حتمًا فورَ تعلُّمها ومستقبليًّا. أغلبها للأسف لن تجدَه في مدرستِكَ؛ لذا فالاعتماد الكلي عليك أنت في تعلمهم.

1 – تعلم الإنجليزية باحتراف:

أيًّا كان مجالُك الذي تريده حاليًّا أو الذي ستلتحق به فعليًّا، إتقان الإنجليزية في هذه المرحلة من العمر سيفيدُك لتتجاوز عوائق كثيرة مستقبليًّا. إن كنتَ لا تتقن اللغة الآن؛ فهذه ليست نقطةَ ضعفٍ بعدُ، أنت لم تُرفَض بعدُ من جامعةٍ أو وظيفة أو رسبتَ في امتحان بسبب اللغة، هذه هي أفضل مرحلة لتعلم التعامل بالإنجليزية باحتراف، كي تتجنب أيَّ عائق بسبب اللغة مستقبليًّا.

أعرِفُ بالتأكيد أنكَ تدرُس الإنجليزية في مدرسَتِكَ منذ الصغر، وربما الإنجليزية هي لغة التعليم في مدرستك أساسًا، ولكن هل تستطيع قراءة مقالة بالإنجليزية عن التكنولوجيا مثلا، أو تستمع إلى فيلم أو محاضرة أو تتحدث بالإنجليزية مع شخص، أو في عرض رسمي دون أن تشكل اللغة عائقًا لك؟ إن كانت إجابتك لا؛ ففكر جديًّا في إعطاء جزءٍ من وقتِك لسَدِّ هذه الفجوات.

اجعل هدفَك أن تكون قادرًا على فهم النصوص الأكاديمية سواءٌ في الكتب أو المراجع بسهولة، وفهم محاضرات أو فيديوهات قصيرة بالإنجليزية كما في الدورات التدريبية الأونلاين، والتحدث بنطق سليم وتعلم أساسيات الكتابة.

كل ذلك بالطبع سيأخذ وقتًا، ولا تتوقع ملاحظةَ التحسن من البداية، تعلَّمِ القواعد، واقرأ مقالاتٍ أو كتبًا، واستمع لمحاضراتٍ في مجالات مختلفة أو فيديوهات في أي مجال، وحتمًا ستلاحظ تحسنًا واضحًا في شهور قليلة، ومع الوقت سيصبح الأمر سهلا بلغتك الأولى لدرجة أنك ستشاهد الأفلام والمسلسلات الأمريكية أو البريطانية في وقت فراغك بلا ترجمة دون أي مشكلة في الفهم.

2 – الإسعافات الأولية:

تخيل أنك تسير في الشارع وفجأة توقَّف قلب أحد المارة، وسقط أمامك، أو كنتَ جالسًا في مطعم مع شخص، واختنق بسبب عدم مضغه للأكل جيدًا، كيف ستتصرف؟

بالتأكيد أنت لستَ طبيبًا، وربما أهدافك المهنية بعيدة تمامًا عن الطب، ولكن في مثل هذه الأمور انتظار الإسعاف قد يودي بحياة الشخص؛ لذا تعلَّم كيفية التعامل مع بعض الحالات الطارئة، وتعليمها لغيرك هو الحل الأمثل، خصوصًا أن تعلُّم الإسعافات الأولية لا يأخُذُ وقتًا طويلًا. وبالتأكيد إنقاذ شخص قريب أو غريب من الموت يستحق جزءًا قصيرًا من وقتك.

إن كانت مدْرَسَتُك لا توفر دَوْرات للإسعافات الأولية، ستجد على الإنترنت مئات المصادر سواءٌ بالعربية أو بالإنجليزية ومبسّطة للعوام، وربما تجد أيضًا مؤسسات خاصة قريبة منك توفر مثل هذه الدَّوْرات، سيكون هذا أفضل من الإنترنت؛ لأنه سيعطيك الفرصة على التدريب العملي على أجهزة محاكاة.

3 – تعلَّم ما هو الأكل المفيد، وحافظ على صحتك.

المحافظة على بدنك وهيئتك يعطيك القدرة على الحياة بأي شكل تريد، سواء في مجهود بدني كلَعِبِ الكُرة أو تسلُّق الجبال أو السير أو في مجهود ذهني كالمذاكرة والعمل.

الرياضة أمرُها سهل، حاول جعلها عادةً يومية فقط؛ ما يحتاج التعلُّمَ حقًّا هو الطعام. خصِّصْ جزءًا من وقتك للبحث وراء الطعام. تعلم ما الطعام المفيد المطلوب أساسيًّا لصحتك، وما الطعام المناسب الذي يجعلك نشيطًا أو مرتَخٍ، وما الطعام الذي يفضل تجنبه.

ابحث بنفسك على الإنترنت ويفضل أن تتواصل مع أطباء التغذية، وتجنب ما هو معروف بشكل عام بين البشر؛ فأغلبنا يعتقد مثلًا أن كثرة العصائر الطبيعية أو اللحوم مفيدة للصحة مع أن الوضع معكوس تمامًا! لذا أعط الموضوع بعض الوقت للدراسة بشكل علمي بعيدًا عن الشائع.

4 – موقفك من نظرية التطور:

بالحديث عن الشائع، أغلب العرب يعتبرون نظرية التطور من المواضيع الحساسة والخالية تمامًا من الصحة، مما جعلها تختفي من بعض مناهج الثانوية في الوطن العربي كما الحال في مصر، وبالطبع اختفائها الأكاديمي جعلها عرضة للفتي بين عامة الناس كما يقول بعضهم أنها سقطت في الغرب أو أنها تنص على أن الإنسان أصله قرد.

أنا لا أقول لك أن النظرية صحيحة، فقط ادرسها ومن ثم قرر بنفسك.

ادرسها على أيدي متخصصين حياديين يدرسوك التطور فقط أكاديميًا دون التوجه للآراء. الهدف هنا هو أن تطلع على نظرية من أهم النظريات العلمية ومفترض أن تتواجد في منهجك أساسًا.

التطور حرفيًا يقوم عليه علم الأحياء، ودراسته في تلك الفترة سيغير من تفكيرك تجاه الأحياء، خاصة إذا كنت تعتقد أن علم الأحياء يعتمد على الحفظ المجرد، وتغيير فكرتك عن الأحياء ربما يجعلك ترغب في التخصص فيها، أو العكس!

5 – الاقتصاد:

أيضًا الاقتصاد من المجالات التي قد لا تجدها في مدرستك، أو تجدها بشكل بسيط جدًّا، وعند دراسته ربما تغير رأيك فيه، وتكون راغبًا في التخصص به، بالإضافة إلى ذلك إذا أردت مستقبليًّا الدخول في عالم الاستثمار أو فتح مشروع مثلًا، يفضل أن تكون اكتسبت بعض الأساسيات عن هذا المجال سابقًا. لا تنوي الغوص في المجال لدرجة دراسة المراجع الثقيلة، فقط تعرف على بعض الأساسيات كقانون العرض والطلب وتعلم أكثر إذا أحببت المجال.

6 – التغير المناخي:

أظن أنك تلاحظ اختلاف واضح بين حالة الجوِّ عندما كنتَ صغيرًا وحالته الآن، وبالطبع سمعت عن التغير المناخي والاحتباس الحراري. هنيئًا لك أنت تعيش في زمن تاريخي للأرض سيتحدث عنه البشر ويدرسه العلماء لقرون!

بما أن شيئًا كبيرًا بحجم المناخ سيتغير في المستقبل القريب، أظن أنه يستحق منك بعض الوقت لتدرس ما يحدث فعليًّا الآن للأرض، وما هو متوقع الحدوث قريبًا في المستقبل الذي ستعيش فيه! إلى جانب إلى أنَّ شكل حياتك غالبًا سيتأثر بشكل كبير بسببب هذا التغير، فإن دراسته علميًّا ستعفيك من الدخول في حالة هلع من المستقبل أو الوقوع في الشائعات المنتشرة حاليًّا والشائعات القادمة.

 

أخيرًا، فترة الثانوية من أفضل الفترات للتعلم والبحث عما تريد بشكل ذاتي أو بالمتابعة مع خبراء في المجال، فكر فيما تريد أن تدرسه مستقبليًّا وما تود تعلمه فقط دون التخصص فيه كالبرمجة أو التصميم أو الموسيقا؛ وخذ خطوة جادة تجاه تعلمه، وبالطبع لا تنسى الاستمتاع أيضًا!

زر الذهاب إلى الأعلى