صوت الطلبةمن الجامعة

6 نصائح لطلاب الصحافة والإعلام للحصول على وظيفة عقب التخرج

إن كنت تنوي الانضمام إلى مجتمع الصحافة وكتابة المحتوى فعليك وضع خطة محكمة خلال فترة دراستك لضمان الحصول على وظيفة عقب التخرج؛ لذا سوف أخبرك بعض النصائح كي تتمكن من بناء خبرات عملية تؤهلك للانخراط في مجال الصحافة وكتابة المحتوى والاستمرار فيه.

بدايةً، دعني ألفت انتباهك إلى الأزمات التي يعاني منها الإعلام في المجتمعات العربية، والتي أصبح من أكبرها لجوء الدول إلى حجب عدد من المواقع الإلكترونية عن القراء إذا ما كانت لا تتناسب مع سياستها، وهو ما يقلص من نسب المشاهدات لصفحات تلك المواقع، ما ينتج عنه تقليل العائد المادي، لذا لم تعد هناك فرصًا شاغرة في الإعلام المكتوب من صحافة تقليدية وكتابة محتوى بشكل عام مثلما كان من قبل، فالجميع يسعى إلى خفض النفقات عن طريق تقليص العمالة.

في الواقع، باختيارك لدراسة الإعلام فأنت تخوض تحديًا مع الظروف الراهنة، ولإثبات جدارتك عليك وضع خطة محكمة واتباع الإرشادات والنصائح التي تُمكنك من استغلال فترة الدراسة أفضل استغلال لتجد نفسك عند نهاية تلك المرحلة محملًا بالخبرات ونماذج الأعمال التي تؤهلك للانضمام إلى مجال الصحافة وكتابة المحتوى.

الدراسة الجامعية في الدول العربية لا تختلف كثيرًا عن مراحل الدراسة الأساسية (المدرسة)، فتبقى أزمة عدم مواكبة المناهج لما يتم تطبيقه عمليًا راهنة، وهو ما يؤكده ارتفاع نسب البطالة، وكثرة اللجوء إلى الدورات التدريبية المؤهلة إلى الحياة العملية بعد التخرج.

إذًا لماذا لا تستثمر فترة الدراسة في تنمية مهاراتك بدلًا من إهدار الوقت عقب التخرج في جمع الخبرات بدلًا من الالتحاق بوظيفة؟

في السطور المقبلة أسعى إلى مساعدتك في إدارة الوقت، من خلال بعض النصائح والإرشادات المبنية على خبرتي في هذا المجال بهدف بناء مهارات وخبرات تؤهلك في المنافسة على وظيفة في مجال الكتابة الصحافية وكتابة المحتوى.

1- يمكنك توفير بعض الوقت من الفترات الدراسية التي لا تضيف لك:

الميزة هنا هي امتلاكك لعامل إدارة الوقت، فبينما كنت تعاقب على تغيبك عن الحصص الدراسية خلال فترة المدرسة، الآن لديك قدرًا من الحرية لا بأس به، بالطبع بعض الأساتذة يخصصون درجات على حضور المحاضرات، إلا أنك في المجمل قادر على عدم الذهاب إلى عدد من المحاضرات التي لا ترى فيها فائدة لك.

2- القراءة والاطلاع على الكتابات الصحفية ينمي مهارات الكتابة الصحفية لديك:

الخطوة التالية هي استغلال هذا الوقت واستبداله بتعلم مهارة جديدة أو اكتساب معلومة، وهنا يأتي دور القراءة، الاتجاه إلى القراءة بشكل عام مثل قراءة الكتب وبالأخص الروايات من شأنه تنمية الخيال، ما يساعدك على الكتابة وترتيب الجُمل والكلمات بشكل أفضل ويضيف المزيد إلى حصيلتك اللغوية.

الأهم من ذلك هو الاطلاع على كل جديد في الصحافة وكتابة المحتوى لمواكبة التطورات التي تطرأ على المجال والتي هي أقرب إلى القارئ، وذلك لن يتحقق إلا بتخصيص وقت لقراءة موضوعات صحفية متنوعة ومختلفة المصدر ومحتوى مكتوب بأساليب وأهداف مختلفة، لذا فتلك الخطوة من أهم النصائح التي ستساعدك في أوقات الفراغ دون جهد.

3- اللغة العربية وحدها لا تكفي:

أعلم أنك تصطدم بمثل تلك النصائح في كثير من الموضوعات التي تقرأها بشغف وأنت تنظر بنظرة ثاقبة إلى المستقبل في أي مجال جديد تود تعلمه، لكن تعلم اللغات غير العربية بات أمرًا أساسيًا في كل خطوة إن كنت تخطط لمستقبل مُزهر.

على أي حال، اللغة الإنجليزية هي الأكثر أهمية على الإطلاق في هذا الوقت، ويكفي أن تنمي مهاراتك اللغوية فيها لتستخدمها في الاطلاع على موضوعات صحفية أجنبية، وتتعرف على الجديد في مجال كتابة المحتوى والسرد الصحفي، وتتعلم أكثر حول كيفية اختيار الزوايا الجيدة لمناقشة الموضوعات المطروحة على الساحة، حتى أنه بإمكانك تطوير مهارة اختيار عناوين الموضوعات من متابعة العناوين في المواقع والصحف العالمية.

4- مطالعة التطورات التقنية والفنية في عالم كتابة المحتوى الإلكتروني:

كتابة المحتوى لا تقتصر على سرده فقط، بل هي مرتبطة بعدة أدوات فنية يمكنك استكمال السرد من خلالها، كأن تشرك القارئ معك في الأحداث من خلال محتوى مرئي، صورة أو فيديو، على أن يعطي هذا المحتوى المرئي معلومة تضيف لما سردته بالكلمات في سطورك، ويمكّن القارئ من التفاعل معك بدلًا من اقتصار دوره على تلقي المعلومة بخطى ثابتة، لذا هذه من أهم النصائح التي عليك مراعاتها دائمًا.

ومن خلال مطالعة المؤسسات الصحفية الأخرى، خاصة الأجنبية منها كونها الأسرع والأكثر تطورًا، فأنت تعطي فرصة لنفسك للتعرف على المستجدات، وربما بكثرة اطلاعك ومتابعتك للتطورات الفنية تكون قادرًا فيما بعد على استحداث وسائل تفاعلية جديدة تمكنك من الحفاظ على القارئ وجذبه إلى المحتوى الخاص بك.

5- السعي إلى العمل وتكوين خبرات عملية قبل التخرج وليس بعد!

الكثير من الطلاب يعتمدون خلال سنوات دراسة الصحافة في كليات وأقسام الصحافة والإعلام على المواد التعليمية التي يتلقونها والتطبيقات العملية التي تُطلب منهم، بينما الأفضل مزاولة المهنة في مكانها الصحيح، سواء في غرف الأخبار أو من خلال التغطية الحية للأحداث “العمل الميداني”، خاصة أن الدراسة في البلدان العربية تحتاج من الطلاب إلى الكثير من السعي لتخطي الحاجز والفارق الكبير بين ما يتم دراسته وبين ما يواجهه الشباب عقب التخرج.

العديد من المؤسسات الصحفية توفر فرص تدريب عملي لمن يريد، للأسف القليل منها فقط تكون مدفوعة الأجر، لكن بالتأكيد تحديدك للأهداف سيجنبك جزءًا لا بأس به من استغلال تلك المؤسسات، فمثلًا إن كان هدفك تطوير سيرتك الذاتية، فسينصب سعيك تجاه كتابة موضوعات مميزة تضيف إليك بدلًا من تحقيق أهداف المؤسسة التي تتبع لها والتي لن تُكسبك شيئًا جديدًا.

6- ترتيب الأولويات.. الجودة ثم الجودة!

في النقطة السابقة أخبرتك أنه لو كنت تستهدف، على سبيل المثال، تطوير سيرتك الذاتية فعليك بإنتاج موضوعات مميزة، تتذكر ذلك.. صحيح؟.. أرغب فقط أن نقف قليلًا هنا، دعني أقول على سبيل المثال إنه لن يفيدك إن قررت البدء بنشر حوار مع مسؤول ذو شأن عال في بلدك من الصعب الوصول إليه، فأنت بذلك تقتل نفسك وتُصيبها بالإحباط!

يمكنك في البداية اختيار موضوعات مميزة سهل الوصول إلى مصادرها، بأن تكون ميزتها في الموضوع ذاته، تمكن أولًا من طرق سرد مختلف الأنواع والقوالب الصحفية، وضع لنفسك هدفًا جديدًا كل شهر أو كل موضوع جديد تكتبه.

فيمكن أن تستهدف في فترة ما جمع مصادر، وأن تستهدف في وقت آخر كتابة نوع جديد من المحتوى الصحفي، وممكن أن تستهدف الكتابة في موضوعات شائكة ولم تأخذ حقها في الكتابة والنشر من قبل.

من خلال اتباع النصائح والإرشادات السابقة تكون مستعدًا للحصول على فرصة عمل فعلية عقب التخرج، بل إن كان حظك سعيدًا ستتمكن من الالتحاق بوظيفة قبل التخرج، من وجهة نظري أنا متأكدة من استطاعتك الحصول على فرصة عمل قبل التخرج، خاصة إن لجأت إلى العمل الحر عبر الإنترنت!

بسمة رمضان

صحفية متخصصة في شؤون التعليم العالي في مصر، ومهتمة بكل ما يتعلق بالشباب العربي بشكل عام. شغوفة بكل عمل يساهم في حل مشكلة فرد أو فئة من فئات المجتمع، وهو ما وجدته في العمل الإعلامي بشكل عام. أتطلع دائمًا أن يكون عملي فعالًا وذا قيمة، ويحقق
زر الذهاب إلى الأعلى