ما الذي عليك فعله لتقبل المجلات العلمية المُحكَّمة نشر بحثك؟
البحث العلمي هو الوسيلة الوحيدة التي يتمكن بها الباحث من إيصال فكرته وعلمه، كما أنه الوعاء الذي يضع فيه الباحث إنتاجاته العلمية ليشارك نظراءه في المجال نفسه في الاطلاع عليها، فتوجد أوراق بحثية تخضع لشروط النشر، وتقبل المجلات العلمية المُحكمة نشرها، وأخرى يتم رفضها لإخلالها بالشروط الواجب توافرها في الورقة البحثية.
لذا كان لزامًا على الباحث العلمي أن يكون على دراية كافية بمنهجية الكتابة الصحيحة للبحث العلمي وشروطها، وأن يقرأ عنها قبل البدء في كتابة ورقته البحثية؛ حتى لا يُضيع كثيرًا من الوقت دون جدوى، وتكون ورقته البحثية مصيرها الرفض، سنُسلط الضوء على الخطوات اللازمة لكتابة البحث العلمي بمنهجية صحيحة، ثم نذكر الأسباب التي تؤدي إلى رفض المجلات العلمية المُحكمة نشر بعض البحوث فيها.
القواعد الذهبية لكتابة بحث علمي مُحكَّم:
إن أفضل الطرق للبدء في كتابة بحثك العلمي، أن تخطط في ورقة العناصر الواجب توافرها في بحثك؛ فتكتب فكرة البحث الرئيسة؛ ثم تخرِّج منها العناصر الفرعية، كفروع الشجر على لوحة فنية، مع مراعاة بعض الملاحظات التالية:
1. اختيار عنوان للبحث العلمي مُعبر وشامل، فعلى أساس العنوان يتم تصنيف مجال البحث.
2. كتابة مقدمة للعناصر التي يتناولها البحث.
3. التزام الورقة البحثية بالمنهج المعلن عنه في البداية، وعدم حيادها عنه.
4. الحفاظ على تتابع وترابط عناصر الورقة البحثية.
5. الانتقال بسلاسة بين العناصر التي تم ذكرها في المقدمة.
6. الحرص على مناقشة النتائج بشكل ابتكاري يظهر قدرة الباحث على الإبداع.
7. العمل على ربط نتائج البحث بالبحوث السابقة وتوضيح الإضافة التي يضفها بحثك.
8. وجود ملخص لما تناوله البحث وذكر المراجع التي لجأ إليها الباحث.
9. الاعتماد على مصادر متخصصة في الفكرة التي تخص بحثك، وليست عامة.
10. اجعل بحثك يقدم شيئًا جديدًا، ويأتي بنتائج لم يسبِق الوصولُ إليها.
11. يجب أن تكون الورقة البحثية متخصصة في جزء معين من الرسالة؛ لضمان وضوح النتائج ودقتها.
12. يجب على الباحث أن يتناول الدراسات السابقة التي تناولت الفكرة نفسها، مع ذكر إضافته وأهميتها عما سبقها.
13. يجب على الباحث أن يطلع على العديد من المراجع في مجاله؛ حتى ينتج ورقة بحثية ذات قيمة علمية.
14. استخدام سُبل الإقناع المنطقية المبنية على النظريات والحقائق لتوصيل فكرتك، والابتعاد عن الآراء الشخصية التي تضعف قيمة البحث.
سُبل تجاوز رفض الأوراق البحثية في المجلات العلمية المُحكمة:
تحظى المجلات العلمية المُحكمة بمصداقية وثقة جمهور كبير من العلماء، فهي وسيلة لتوثيق الحقوق الفكرية للباحث، لذلك فإن النشر فيها يخضع لكثير من الفحوصات الصارمة، لضمان جودة عالية للأوراق البحثية المنشورة فيها، من خلال لجان علمية متخصصة وتقنيات حديثة.
لذا سنتعرف إلى بعض المعايير الواجب أخذها في الاعتبار عند النشر على صفحات هذه المجلات:
1. تجنب وجود محتوى علمي مسروق من أبحاث علمية أخرى.
2. سلامة اللغة وصحة الأسلوب، وخلو الورقة البحثية من أي خطأ إملائي.
3. الاطلاع على الملف الوصفي للمجلة لمعرفة الجهات البحثية المعنية بها.
4. تقديم البحث العلمي في الوقت الذي تحدده المجلة، حتى لا يتم رفضه.
5. تجنب إرسال البحث إلى أكثر من مجلة علمية في ذات الوقت، لأنه سيقيد للفحص في إحداها.
6. عدم ذكر أي شيء يكشف عن شخصية صاحب البحث، وعدم الإشارة داخل البحث إلى أبحاث علمية تم نشرها باسمه.
7. وضوح الصور والجداول بالورقة البحثية.
8. تجنب قلة المراجع المستشهد بها، لأنه يدل على ضيق أفق الباحث وقلة معرفته.
9. تجنب ذكر مصادر غير موثوق بها أو منشورة في مجلات غير محكمة، مما يضعف من قيمة بحثك.
10. حاول أن توضح الفرضية أو النظرية التي كُتب من أجلها البحث، وأن تصل فكرتك للجمهور بشكل مُبسط.
نتمنى أن نكون وُفِّقنا في سردنا لأهم النقاط التي تساعد الباحث على قبول ورقته البحثية في المجلات العلمية المُحكَّمة، ولكن قد يرجع الرفض لسببين آخرين غير الذي تم ذكره سابقًا، وهو أن يتم نقض لجنة التحكيم لفكرة البحث نفسه، فإذا كان الباحث مؤمنًا برسالته فعليه أن يسعى لعرضها على مجلات علمية أخرى تقبل نشرها، وربما يرجع السبب أيضًا إلى كثرة الأبحاث الواردة لهذه المجلة، ورغم أنها جيدة ومطابقة لمواصفات النشر يتم رفضها، نظرًا لارتباطهم بعدد معين مسموح بنشره.
المصادر:
أخطاء شائعة في البحوث العلمية | لحسن ذبيحي وليـــاس شوبار