لتعليم بالمغرب ..أية استراتيجية من أجل الاصلاح ؟
شهد فضاء الحرية بوسط العاصمة الاقتصادية للمغرب ندوة نظمها مركز الدراسات و الأبحاث الإنسانية –مدى- يوم السبت 02 مايو 2015 حيث أجمع المتخصصون الأكاديميون و الباحثون في الشأن التعليمي أن التعليم بالمغرب يعطي نتائج معكوسة للتوقعات و يعمق الفوارق الاجتماعية.
حيث أكد الأستاذ عبد اللطيف اليوسفي (مدير أكاديمية سابق و عضو لجنة الميثاق الوطني للتربية والمجلس الأعلى للتعليم ) على أن ما يحتاجه الإصلاح التعليمي هو الإرادة السياسية والمشروع المجتمعي المتوافق حوله وهذا المشروع في تصوره يجب أن يكون حداثيًا.
الإرادة المطلوبة من أجل اصلاح المنظومة التعليمية يجب أن تجعل من ضمن أجندتها الأساسية في برامجها المقترحة “التعليم” كأهم هذه الملفات من أجل أن تتحمل الأغلبية الحكومية مسؤوليتها في التقييم و المحاسبة، وبالتالي أي تغيير في المنطومة التعليمية كان لزامًا عليه التنصل من الخطابات الارتجالية التي تحكمت في تدبير هذا الملف منذ عقود.
و من جهته أعرب الدكتور المختار بنعبد لاوي عن امتعاضه من اخضاع ملف التعليم لمجلس أعلي للتعليم في حين أن هذا المجلس لا يطبق ما تنص عليه القوانين كما أشار في ذات السياق إلى أن التعليم يخضع إلى لوبيات تتاجر بالتعليم كالقطاع الخاص ودعاة الفرنكوفونية منذ عقود.
فمن خلال مداخلة الأستاذ بنعبدلاوي المعنونة “بشجون التعليم” انتقد من خلالها مجموعة من التوجهات غير الاستراتيجية مؤكدًا على أهمية امتلاك استراتيجية واضحة و رؤية تؤهل الجميع ليكونوا فاعلين و يقوموا بعمل منهجي من أجل السيرورة في عملية إنجاح المنظومة التعليمية , كما ختم الدكتور مداخلته بالإشارة عن السكوت المقنن المراد به إخفاء قضايا التعليم الجوهرية وتسويق إشكالات أخرى، فمثلًا عند الحديث عن سوق الشغل يتم التسويق بشكل مغلوط لعدم استجابة التعليم لسوق الشغل، فنحن لسنا أمة مخترعة وبالتالي فسوق الشغل يخضع لتغيير مستمر، إضافة إلى ذلك فالتعليم المغربي لا يؤيد وظيفة التنشئة الاجتماعية التي تعتبر أهم وظائفه، فالتلميذ المغربي منذ تدرجه عبر مختلف المراحل وإلى حين تخرجه لا يتم تكوينه كمغربي، حيث أن فرنسته أصبحت جلية بشكل يدعو لدق ناقوس الخطر.
من جهتها أكدة فدرالية جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بالمغرب ممثلة في شخص “محمد العلام” على القيم والمبادئ التي وجب أن تسود داخل المحيط التربوي، مشيرة إلى أن التعليم يجب أن يكون قضية وطنية وأصبح اليوم من المطلوب وأكثر من أي وقت مضى صياغة استراتيجية شاملة يتم من خلالها القطيعة مع الأساليب العتيقة من أجل إرساء نظام تربوي يقوم على الديمقراطية والشفافية.
كما أشار الأستاذ كذلك إلى ضعف انخراط الأسرة في الجانب التعليمي بالإضافة إلى إشكالية الحكامة التي تنقص الجمعيات الميدانية وكذلك علاقة الجهات الوصية بهذه الجمعيات، حيث يتم مشاورتها دون العمل والاستناد إلة رأيها.
إشكالية اللغة وطمس اللغة العربية من أجل مد جسور المشروع الفرنكفوني بالمنطقة القي بظلالها على الجلسة من خلال مداخلة الحاضرين، حيث تم الإشارة إلي أن الدعوة لاستخدام الدارجة كلغة بديلة ما هو إلا تسطيح لعقلية المغاربة، فالدارجة كما قيل هي خطر على هوية و إحساس المغاربة.