كيف تفكر بشكل علمي؟
يُفكر العلماء بطريقة مختلفة تمكنهم من حل المشاكل باستخدام منهجية معينة تسمى بالمنهج العلمي. والمثير للدهشة أن أي فرد يمكنه استخدام تلك المنهجية في التفكير كي يصبح أكثر قدرة على حل المشاكل بكفاءة، وزيادة فرصه وإنتاجه بالعمل. كمل يمكن أن يستفيد منها في صنع قراراته اليومية. وللمنهج العلمي أساليب ينبغي اتباعها إن أردنا السير عليه بصورة صحيحة، وتتمثل في النقاط التالية.
اسأل أسئلة:
الخطوة الأولى في المنهج العلمي هو أن تسأل الأسئلة، ويأتي ذلك من خلال قيامك بعمل فحص للعالم من حولك من ثم البدء في إطلاق الأسئلة، وهنا سوف تبدأ خطواتك التالية لإيجاد إجابات عنها.
ويمكنك إطلاق الأسئلة على أي شيء، على سبيل المثال يمكنك أن تسأل “هل يمكنني توفير المال إذا قمت بالطبخ بالمنزل بدلًا من شراء الطعام الجاهز؟”
قم ببعض البحث:
من المرجح إن قام أحدهم بإطلاق السؤال نفسه في الماضي وحصل على بعض الإجابات، لذلك سبيلك الأفضل للحصول عليها أيضًا هو إجراء بعض البحث بهدف إيجاد المعلومات التي ستأخذك بدورها إلى صياغة إجابتك.
على سبيل المثال بتطبيق الأمر على السؤال بالنقطة السابقة؛ فبالتأكيد سوف تجد أحد الأشخاص الذي مر بتجرِبة مشابهة وقام بحساب المال الذي يقوم بإنفاقه بكل حالة.
اصنع فرضية:
بمجرد أن يكون لديك فهم شامل للسؤال، وبعض المعلومات التي استطاعت الحصول عليها بواسطة البحث، يمكنك الآن أن تقوم بصنع فرضية للإجابة عن سؤالك. والفرضية عبارة عن بيان يعكس تخمينك حول ما يمكن أن تكونه إجابة السؤال. وعليك أن تعلم حينها أن تلك الفرضية بالتأكيد ما زالت غير مؤكدة حتى الآن.
تنبأ باستخدام الفرضية:
استخدام الفرضية سوف يتيح لك التنبؤ بالإجابة الأكثر صحة لسؤالك بناء على معرفتك. مع الوضع في الاعتبار أن الفرضية لا يمكن إثباتها دون أن تخضع للتجربة؛ لذا فكما ذكرنا هي غير مؤكدة.
صمِّمْ تجرِبة:
التجربة هي اختبار أو سلسلة من الاختبارات التي تهدف إلى إثبات أو دحض الفرضية الخاصة بك، وإذا قمت بالتجربة وفشلت بدحض الفرضية، فهذا يعني أنه قد يكون مناسب لوضع تنبؤات حول السؤال الذي طرحته. لكن إن قامت بدحض الفرضية بالفعل فهذا يعني أن الفرضية لا تتنبأ بدقة.
نفِّذ التجربة:
الآن قم بتنفيذ التجرِبة، وأعلم أن المنهج العلمي لا يحب التحيز، ولا يسمح بتعديل التجربة حتى تتماشى مع نتائجك؛ لذا عليك أن تلتزم بالخطوات المُصممة.
على سبيل المثال لا تقم بشراء طعام جاهز باهظ الثمن حتى تثبت لنفسك أنك سوف توفر في الأموال إن قمت بالطبخ بالمنزل!
استكشف الخطأ:
في بعض الأحيان قد تؤدي التجارِب بشكل ضعيف في اختبار الفرضية، حينها سيتوجب عليك أن تجري بعض التحليلات كي تستكشف الأخطاء المحتملة، وإصلاح الخلل الواقع بتجربتك.
حلل البيانات:
الآن بعد أن قمت بإجراء التجربة، وسجلت البيانات، عليك أن تقوم بتحليلها، وحينها سوف تجد أن النتائج التجريبية قد تتفق مع فرضيتك، أو تتعارض معها. في حال لم تتفق فسوف نعود إلى الخلف عدة خطوات كي نبحث في الفرضية نفسها ونحاول اكتشاف الأخطاء المحتملة، وفي حال اتفقت فسوف ننتقل إلى النقطة التالية.
إجراء الاستنتاجات:
استنادًا إلى البيانات التي قمت بتسجيلها بعد إجراء التجربة، سوف تسمح لك تلك البيانات باستخلاص النتائج ورسم الاستنتاجات الخاصة بك في بعض الأحيان.
وفي كلتا الحالتين يجب عليك أن تضع في الاعتبار أنه حتى لو أعطت فرضيتك بعض التنبؤات المسبقة فهي ما زالت قابلة للتخطئة.
شارك النتائج:
لكي تكون التجرِبة أو النتيجة ذات طابع علمي، يجب أن تكون قابلة للتكرار من خلال قيام أشخاص آخرين بإجرائها مرة أخرى لإعادة النتائج نفسها؛ فإن لم تكن قابلةً للتَّكرار؛ فتجربتك غير معتمدة.