لماذا يجب أن تعرف أكثر عن «Prüfungsordnung»؟
في كثير من الأحيان، نجد الطلبة يُسافرون إلى ألمانيا لدراسة موضوع معين ثم ما إن يبدأون في رحلتهم الدراسية حتى يكتشفون أنهم يدرسون موضوعًا لم يرغبوا بدراسته فعلًا، والسبب بالطبع يعود إلى التصورات المسبقة الخاطئة عن الجامعة والتخصص.
العلوم ليست فيلمًا ساحرًا من أفلام الخيال العلمي ولا مختبرات مُدهشة كما نرى في الصور التي تنشرها الجامعات في إعلانتها، ففي الواقع الدراسة والجامعة هي محطة لاختبار قُدرات الطالب على الاجتهاد والصبر و«الجلوس على الكُرسي» كما يُقال في اللغة العامية، وبالتالي فهناك الكثير الكثير من المواد التي لا يُشترط أن يقع الطالب في حُبها أو حتى أن يُطيقها حتى لو كان يظن نفسه أنه يُحب مجال تخصصه بشكل لا يدعو للشك!
كمثال فقط، من يدرس الهندسة البيئية ويتخيّل أنه سيدخل لدراسة أنظمة الطاقة الشمسية والرياح فقد أوهم نفسه بما هو خاطئ، فصحيحٌ أن الطاقة الشمسية وطاقة الرياح هي أمور صديقة للبيئة ويتحدث عنها الناس عمومًا، إلا أن الذي يرى مقررًا دراسيًا لطالب في الهندسة البيئية سيجد أن أكثر المواد تتحدث عن إدارة النفايات وإعادة تدويرها وكذلك إدارة الموارد المائية ومُعالجتها وكذلك الحديث عن الطاقة ولربما لن يحظى في مجال الطاقة إلا بمادة واحدة عن الطاقة الشمسية أو قد لا يحظى بتاتًا وهذا متعلق طبعًا بـالمقرر الدراسي أو كما يُسمى بالألمانية: Prüfungsordnung.
في هذا المقرر يُمكن للطالب أن يجد كُل ما يريده عن تخصصه الدراسية بالتفاصيل المملة والمهمة جدًا في إتخاذ قرار صائب، حيث يُمكن للطالب أن يعرف كم امتحانًا سيكتب كل فصل وكم مادة وما هي المواد الإجبارية وما المواد الاختيارية وهي يُمكنه الاختيار أصلًا ثم ماذا سيدرس في كل مادة ومادة بشكل مقتصب يُعطي تصورًا ممتازًا.
أحيانًا يقال أن كُل 10 دقائق من التخطيط توفر ساعة عمل، ولكن ساعة من مُطالعة المقرر الدراسي “Prüfungsordnung” يُمكن أن توفّر عليك عامًا أو عامين على الاٌقل كُنت ستخسرها لو دخلت الجامعة الغير صحيحة أو التخصص الغير صحيح.
مصدر الصورة :th-nuernberg.de