المدارس المختلطة بين المؤيد والمعارضقضية الشهرمقالات و أبحاث مترجمة

التعليم المشترَك في مقابل التعليم أحادي الجنس -مترجم-

المقال الأصلي: Coed verus single-sex ed

هل يؤدي فصل البنين عن البنات إلى تحسين تعليمهم؟ خبراء من كلا الجانبين يدلون بدلوهم في هذه القضية.

تتباهى أكاديمية إربان الإعدادية بشيكاغو ببعض الإحصائيات الرائعة: في عام 2006، 4% فقط من طلاب الصف الأول الجدد في المدرسة – وهي مدرسة حكومية للبنين فقط، يمثِّل السود أغلب طلابها وتقع في أحد أَفْقَر أحياء المدينة– كان بإمكانهم القراءة من بين زملائهم، بيدَ أنَّ بحلول شهر مايو فقد قُبِل 100% من خريجي المدرسة في كليات أو جامعات مدتها أربع سنوات، بل إن كثير منهم قد أُعطي منح دراسية أكاديمية كاملة.

يعزو العديد من خبراء التعليم نجاح إربان الإعدادية إلى أن يومهم الدراسي تصل مدته لثماني ساعات، وكذلك إلى تركيزهم المكثف على الكليات والفترات المزدوجة لتعليم اللغة الإنجليزية. ولكن بعض الخبراء يُرجع الأمر لعامل آخر: شكل المدرسة باعتبارها أحادية الجنس واستخدام أساليب التدريس التي تشرك الشباب.

ازدادت شعبية التعليم أحادي الجنس منذ صدور قانون No Child Left Behind في عام 2002، مما سمح للوكالات التعليمية المحلية باستخدام أموال “البرامج مبتكرة“ لدعم المدارس والفصول الدراسية أحادية الجنس “بما يتماشى مع القانون القائم“. ووفقًا للرابطة الوطنية للتعليم أحادي الجنس (NASSPE)، فقد خففت وزارة التربية والتعليم الأمريكية في عام 2006 من المادة التاسعة من قانون تعديلات التعليم لوقف الحظر المفروض على التعليم أحادي الجنس.

اليوم تعد إربان الإعدادية واحدة من بين 95 مدرسة عامة أحادية الجنس في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى ذلك فإن أكثر من 445 مدرسة من المدارس المشترَكة تقدم فصولًا دراسية أحاديةَ الجنس.

كما يفيد المدير التنفيذي لـ NASSPE، ليونارد ساكس، وهو حاصل على دكتوراه، كما أنه طبيب نفسي ومعالج أسري، بأنه في حين أن مجرد الفصل بين البنين والبنات لا يضمن النجاح، فإن المدارس التي تستخدم أفضل الممارسات لتدريس البنين فقط أو البنات فقط قد تكون أكثر نجاحًا في التركيز على نقاط القوة لدى البنين والبنات.

وكما يقول فإن “ما نفعله الآن – التظاهر بأن الجنس لا يهم – لا يجدي نفعًا، فنحن نزيد الطين بِلَّة“.

بينما يقول العديد من الخبراء إن الكثير من نجاحات مدارس الجنس الواحد ينبع من مناهجها الصعبة، وكذلك من التركيز على الأنشطة الأخرى خارج المنهج – وهي مكاسب يمكن تحصيلها بصرف النظر عن حضور الجنس الآخر.

تقول ديان هالبيرن، أستاذة علم النفس بكلية كليرمونت ماكينا: “لا يمكنك ببساطة أن تنسب النتيجة إلى حقيقة أن تلك المدارس أحادية الجنس في حين أن هناك في الوقت ذاته اختلافًا في العديد من العوامل الأخرى“. وقد عملت ديان شاهدًا خبيرًا في العديد من قضايا المحاكم الفدرالية بشأن التعليم أحادي الجنس في المدارس العامة، كما تشاركت هالبيرن مع العديد من علماء النفس الآخرين في إنشاء المجلس الأمريكي للتعليم المدرسي المشترَك CoEducational Schooling (ACCES)، وهي منظمة أبحاث غير ربحية تقوم بدراسة العلوم، وكذلك تدرس آثار تنظيم الفصول الدراسية على أساس الجنس البيولوجي للطلاب.

كما يقول الباحثون ومناصرو التعليم المشترَك إن فصل الطلاب بحسب الجنس – سواء كان ذلك من خلال فصل مدارس بأكملها أو مجرد فصل بعض الفصول – يمكن أن يؤدي إلى مزيد من التمييز بين الجنسين، كما قد يجعل التعامل مع الجنس الآخر أمرًا صعبًا على الطلاب في وقت لاحق من الحياة.

تقول هالبيرن، الرئيس السابق للجمعية الأمريكية لعلم النفس: “تُعد المدرسة مرحلة تحضيرية لحياة البالغين، فكيف يمكن للأولاد والبنات تعلم كيفية التفاعل على قدم المساواة في مكان العمل إذا لم تكن لديهم خبرة في التفاعل على قدم المساواة في المدرسة؟“.

بيد أن ما يتفق عليه الجانبان هو أن كل طفل فريد، وأن لكل طفل الحق في تلقي تعليم يعتمد على مناهج تعليمية قائمة على الأدلة لتلبية احتياجاته الخاصة.

تقول لين ليبن، أستاذة علم النفس في جامعة ولاية بنسلفانيا، التي تدرس كيفية تأثير القوالب النمطية على اختيارات الطلاب التعليمية والمهنية: “الأهم من كل ذلك هو تقديم هياكل مدرسية وفرص تعليمية بطرق يمكن أن تستقطب وتستميل مصالح الأفراد واستعداداتهم ودوافعهم، بدلًا من إعطائهم عضويات فئوية“.

فروق التعلُّم

غالبًا ما يشير المدافعون عن التعليم أحادي الجنس إلى اختلافات الدماغ كدليل على فوائد فصل البنات عن البنين في الفصل.

وَفقًا لدراسة كانت قد أُجريت عام 2007 من خلال تصوير الأعصاب الطولية للأطفال، بقيادة فريق من علماء الأعصاب من المعهد الوطني للصحة العقلية، فإن مناطق مختلفة من الدماغ تتطور في تسلسل ووتيرة مختلفة في الفتيات مقارنة بالفتيان (NeuroImage, Vol. 36, No. 4). باستخدام 829 مسحًا للدماغ على مدار عامين لـ 387 شخصًا من عمر 3 إلى 27 عامًا، وجد الباحثون عدة اختلافات ملحوظة. يظهر مسح الفص القذالي على سبيل المثال – وهو الأكثر ارتباطًا بالمعالجة البصرية – تطورًا سريعًا في الفتيات من سن 6 إلى 10 سنوات، بينما يظهر عند الفتيان نموٌّ في هذه المنطقة بعد أن يكملوا 14 عامًا. كما أظهرت دراسات أخرى تباينات في معالجة اللغة بين الجنسين، وخلصت إلى أن مناطق اللغة في الدماغ لدى العديد من الفتيان البالغين من العمر 5 سنوات تبدو مشابهة لتلك الخاصة بالعديد من الفتيات البالغات من العمر 3 سنوات (Developmental Neuropsychology, Vol. 16, No. 3).

ويقول ساكس: “التوقيت هو كل شيء، في التعليم كما في العديد من المجالات الأخرى“. وقد كتب ساكس العديد من الكتب عن علم الفروق بين الجنسين، بما في ذلك (Girls on the Edge: The Four Factors Driving the New Crisis for Girls). واستكمل قائلًا: “لا يكفي أن نعلم جيدًا؛ إذ أنك يجب أن تعلِّم جيدًا أولئك الأطفال المهيئين تنمويًّا للتعلُّم“.

على سبيل المثال أن تطلب من الأولاد البالغين من العمر 5 سنوات أن يجلسوا دون حراك، وأن يكونوا هادئين، وأن يركزوا، لهي أمور في الأغلب لا تناسبهم من الناحية التنموية، إذ أن هناك، كما يقول، طرقًا أخرى لتعليم الأولاد القراءة دون أن يجلسوا صامتين دون حركة.

يضيف ساكس: “في بعض أكثر الفصول الدراسية فاعلية للفتيان في سن الخامسة، قد تجد طفلًا واقفًا يصدر الكثير من الأصوات المزعجة، بينما يرقد آخر على الأرض، وآخر يقوم بالدوران، إلا أن جميعهم يتعلمون القراءة“.

لا ينكر دعاة التعليم المشترَك وجود بعض الاختلافات الفسيولوجية الصغيرة بين أدمغة الذكور وأدمغة الإناث، لكنهم يقولون أيضًا إن هناك نقصًا في الأدلة على أن هذه الاختلافات قد تشكِّل فرقًا في التعلُّم على المستوى الفردي. على سبيل المثال يختبر أحد التحليلات الفروق بين الجنسين في أداء الرياضيات، وقد تناول هذا التحليل 242 دراسة كانت قد أُجريت بين عامي 1990 و 2007 – تم نشره في نوفمبر 2010 Psychological Bulletin(Vol. 136, No. 6) – ويكشف التحليل أن الفتيات يؤدين تمامًا كالصبيان في هذه المادة.

يقول مؤلفو الأطروحة، ومن بينهم عالمة النفس بجامعة ويسكونسن ماديسون، الدكتورة جانيت هايد: “إن الغالبية العظمى من هؤلاء البنات والبنين كانوا قد تعلَّموا في فصول مشترَكة“.

يتفق كل من ساكس وعالمة النفس الحائزة على الدكتوراه، ليزا دامور، على أن مسألة الفروق بين الجنسين يمكن تضخيمها والمبالغة فيها، وقد شاركت دامور في إدارة مركز أبحاث البنات في مدرسة لوريل، وهي مدرسة مستقلة للبنات في مدينة شاكر هايتس بولاية أوهايو.

تقول دامور: “في حقيقة الأمر لا يجب علينا تطوير مناهج أو مقاربات للتعليم بمعزل عن حقيقة أن الكثير من الفتيات في مدارس الفتيات سوف يفكرن ويتصرفن مثل الأولاد والعكس“. إلا أن فائدة المدارس أحادية الجنس، وفقًا لدامور، هي أنها توفر ديناميكية وجود جنس واحد فقط في الفصل كل مرة، مما يخلق فرصًا غير موجودة في الفصول المشترَكة؛ لذا فإن الاستراتيجيات التي قد تستخدم في فصول البنات فقط أو البنين فقط يمكن استخدامها كذلك في الفصول المشترَكة التي لا تسير على ما يرام – أو التي لا تسير على الإطلاق.

ووفقًا لبحث أجرته عالمة النفس الحاصلة على الدكتوراه بجامعة ستانفورد كارول دويك، فإن البنات على سبيل المثال رغم أدائهن المساوي لأداء الذكور في مادة الرياضيات، دائمًا ما يتشككن في قدراتهن على تطوير مهارات الرياضيات، وهو ما يحدث عند مواجهة محتوى صعب، وعلى ما يبدو أن هذه العقلية تُسهم في خلق فجوات كبيرة بين الجنسين في درجات الرياضيات وهو الأمر الذي يظهر خلال وبعد المرحلة الإعدادية، كما تقول دامور؛ لذا لمساعدة الطلاب على إدراك أنه يمكن تحسين قدراتهم من خلال بذل الجهد، يقدم المعلمون في مدرسة لوريل دروسًا في علم الأعصاب بما يتناسب مع مستوى الطلبة عن كيفية خلق الدماغ لاتصالات جديدة عند مواجهة محتوى صعب، كما يقارن المعلمون بين النمو الدماغي والعضلي، مذكرين الطلاب المتعثرين بأن العقل يقوى من خلال بذل الجهد، وأن هذه الممارسة تجعل العمل أسهل.

وتضيف دامور: “يمكننا التركيز على احتياجات الفتيات طوال اليوم دون أن يتعين علينا أبدًا التخوف مما إذا كنا نغفل شخصًا آخر“.

في حين يظن بعض الناس أن تلك الأنواع من مناهج التدريس قد تعمل على تحسين الدرجات والتقديرات ومعدلات القبول في الجامعات، فلا يوجد دليل تجريبي يُظهر أن الفصول أحادية الجنس تحسِّن من النتائج التعليمية. وقد كشفت مقارنة أجرتها وزارة التربية والتعليم الأمريكية في عام 2005 بين المدارس المنفصلة والمشترَكة عن ندرة في الدراسات النوعية المعنية باختبار الفوائد الأكاديمية، وخلصت إلى أن النتائج مختلطة وليست قاطعة بما فيه الكفاية لكي توافق الإدارة على التعليم أحادي الجنس.

يقول العديد من الخبراء إن المشكلة توجد في استحالة مقارنة التعليم أحادي الجنس بالتعليم المشترَك، وقد أجريت معظم الأبحاث التي تناولت التعليم المنفصل في المدارس الخاصة لا العامة. بالإضافة إلى ذلك فإن الدراسات التي أجريت حول هذا الموضوع نادرًا ما تستخدم فروضًا منزلية عشوائية، حتى وإن كانت المدارس عامة فهي غالبًا ما تقوم كذلك بالتغييرات الأكاديمية عندما تفصل بين البنين والبنات، مما يجعل من الصعب نسب المحاسن أو المساوئ إلى عامل واحد بعينه.

تقول ريبيكا بيغلر، أستاذة علم النفس بجامعة تكساس في أوستن، وهي تدرس تطوير دور الجنسين والنمطية العنصرية: “إن الأدبيات الكاملة المتعلقة بالمدارس أحادية الجنس تشوبها احتمالات التحيُّز في اختيار الطلاب وكذلك في اختيار المدارس؛ فلا يمكنك استنتاج شيء عن التعليم أحادي الجنس إن لم تتحقق من هذين التحيزين المحتملين“. ومما يزيد تعقيد أمر البحث في التعليم أحادي الجنس هو المتطلب القانوني الذي يقضي بألا تكون الفروض المنزلية إجبارية في حالة ذاك التعليم المنفصل.

وتضيف بيغلر: “إنه مع بَدء المدارس العامة أحادية الجنس بشكل متزايد في قبول الطلاب على أساس نظام اليانصيب، فمن المرتقب ظهور فرص لمزيد من الدراسات الفعالة حول هذا الموضوع“. وتشارك بيغلر في تحرير عدد خاص من دورية “أدوار الجنس“ المقررة لهذا العام والتي ستشمل العديد من الدراسات حول التعليم أحادي الجنس الذي بات يشكِّل تحيزات الاختيار.

هل آن الأوان لإعادة كتابة القوالب النمطية للجنسين؟

لم تكن النتائج الأكاديمية غير القاطعة هي السبب الوحيد وراء استمرار النقاش حول التعليم أحادي الجنس، كما أن البحث عما إذا كان التعليم أحادي الجنس بإمكانه أن يقلل من الصور النمطية للجنسين لا يَهدي إلى نتائج متسقة، يقول ساكس وغيره من المناصرين أن التعليم أحادي الجنس قد اتضح أنه يوسع آفاق الطلاب ويشجعهم على استكشاف نقاط قوتهم وكذلك استكشاف المصالح الخاصة بهم دون الشعور بأنهم مقيدون بالقوالب النمطية المرتبطة بنوعهم الاجتماعي؛ فعلى سبيل المثال كشفت دراسة أجرتها جامعة فيرجينيا في عام 2003، من قبل أخصائي علم النفس التربوي أبيغيل نورفليت جيمس، أن الصبيان الذين يلتحقون بمدارس الجنس الواحد تتضاعف اهتماماتهم بمواضيع مثل الفن والموسيقى والدراما واللغات الأجنبية مقارنة بالصبيان ذَوُو القدرات المماثلة ممن يرتادون المدارس المشترَكة (Psychology of Men and Masculinity, Vol. 4, No. 2).

ورغم عدم وجود أبحاث حول هذا الأمر، تضيف دامور أن الطالبات في لوريل يبدون أكثر تركيزًا على المدرسة من اهتمامهم بالمهارات النمطية الأخرى للمراهقات. وتقول دامور: “إذ أنه ليس هناك فتى لطيف في القاعة في أثناء اليوم الدراسي ليشتت انتباههن، كما أنهن لا يشعرن بالقلق إزاء مظهرهن أو ملابسهن“. وتكمل دامور: “لم أشعر قط بأنني مسترخية في ردهة مدرستي الثانوية المشتركة العامة“.

رغم ذلك يقترح خبراء آخرون أن الفصل بين الطلاب بحسب الجنس يمكن أن يؤدي في الواقع إلى زيادة القوالب النمطية للجنسين؛ إذ كشفت دراسة أعدتها ليبن وطالبتها للدراسات العليا، لايسي هيليارد، أن إبراز الجنس يعزز وجهات النظر النمطية لدى الأطفال في سن الثالثة، وقد قيم الباحثون سلوك 57 طفلًا تتراوح أعمارهم من 3 إلى 5 سنوات من حضانتين متشابهتين على مدى أسبوعين.

في إحدى المجموعتين، طُلب من المعلمين تجنُّب تقسيم الطلاب بحسب الجنس، أما المجموعة الأخرى فقد طُلب من المعلمين فيها استخدام اللغة الجندرية وكذلك التقسيم بحسب الجنس، مثل مطالبة الأطفال بالوقوف في صفوف منفصلة على حسب الجنس وكذلك مطالبتهم بتسليم أعمالهم في أماكن منفصلة.

بنهاية الأسبوع الثاني قام الباحثون بفحص مدى موافقة الأطفال على الصور النمطية الثقافية للجنسين – من خلال سؤال الأطفال، على سبيل المثال، عما إذا كانت الفتيات فقط هن من يجب أن يلعبن بدمى الأطفال وكذلك من خلال تقييم اهتمامات الأطفال بجنس الطفل الذي يختارونه لمشاركتهم اللعب، ليجد الباحثون أن الأطفال في الصفوف الدراسية التي تجنب المعلمون فيها التوصيفات بحسب الجنس كانت لهم الاستجابات أو السلوكيات ذاتها. ومع ذلك فقد أظهر الأطفال في الفصول الأخرى ارتفاعًا في المواقف النمطية وانخفاضًا في اهتمامهم باللعب مع الأطفال من الجنس الآخر، وقد نُشرت هذه الدراسة في November/December Child Development (Vol. 81, No. 6).

تشير هذه النتائج، كما توضح ليبين، إلى أن الأطفال يتأثرون بشدة عندما تكون الانقسامات الجندرية واضحة في البيئة المحيطة بهم، رغم أنهم يدركون بالفعل جنسهم جيدًا. وتصرِّح ليبين: “من المحتمل أن يكون لهذه الأغراض تأثيرات عميقة على خبرات التعلُّم عند الأطفال وكذلك على علاقاتهم الشخصية طيلة حيواتهم“.

كما يشير آخرون إلى الآثار الطويلة الأمد للقوالب النمطية الجنسانية على البنية التحتية للمدارس والمناهج الدراسية باعتبارها الجانب السلبي للفصل بين الأولاد والبنات في الفصول؛ إذ تقول متخصصة علم النفس التربوي سو كلاين، أن التعليم المنفصل، في المدارس العامة التي قررت أن تكون أحادية الجنس، نادرًا ما يعني المساوي، والجدير بالذكر أن كلاين هي مديرة المساواة التعليمية في Feminist Majority Foundation، وهي منظمة غير ربحية مكرَّسة لمساواة المرأة والصحة الإنجابية واللاعنف.

وتضيف كلاين أنه في كثير من الأحيان تحصل النساء على موارد أقل جودة، كما أن الكثير من المدارس والفصول أحادية الجنس يبالغون في الأمر ويشجعون الصور النمطية الجنسية من خلال تأكيد المنافسة والعدائية بين الأولاد والسلبية بين الفتيات أو عن طريق توقع ضعف الأولاد في الكتابة، بالإضافة إلى ذلك في حين أن العديد من المدارس تبرر الفصل بين الأولاد والبنات بموجب المادة التاسعة المعدلة عام 2006 من قانون تعديلات التعليم، فإن العديد من برامج التعليم العام أحادية الجنس تعد غير قانونية، إذ أن الآباء لا يتاح أمامهم في تلك المدارس التعليم المشترَك لطفلهم كاختيار، كما تخفى عنهم الروابط بين هدف التعليم وبرامج التعليم أحادية الجنس.

تستتبع كلاين: “نحن بحاجة إلى فهم هذا المجال برمته بشكل أفضل، لكن أعتقد أننا نعرف الآن بما فيه الكفاية أن هذه ليست هي الطريقة المناسبة لإنفاق دولارات التعليم المحدودة في بلدنا“.

يتوقف الأمر على الاختيار

وفقًا لساكس فإن خلاصة القول هي أن معظم المدافعين عن التعليم أحادي الجنس لا يؤمنون بأن التعليم أحادي الجنس هو الأفضل لكل طفل.

يقول ساكس: “ثمة اختلاف كبير بين الفتيات وكذلك اختلاف كبير بين البنين ولهذا فالاختيار هو أمر جيد“. ويضيف: “فلا يمكن أن تكال الأمور كلها بنفس المكيال“.

بحسب أستاذ علم النفس الحائز على الدكتوراه بجامعة ولاية فلوريدا، روي بوميستر، فإن التدريس الفعال يعتمد في كثير من الأحيان على إشراك الأطفال وعلى حماستهم لتعلم المادة، ولذلك على كل معلم أن يعمل بما يتناسب مع دوافع ومصالح وتفضيلات كل طفل.

يقول بوميستر، مؤلف كتاب “Is There Anything Good About Men?”: “تعاني مدارس أمريكا من العديد من المشاكل، ولا يوجد حل وحيد لها جميعًا“. ويكمل: “ولكن إذا كان هناك اقتراح واحد من المرجح أن يسفر عن حلول، فهو أن نسمح بالتجريب“.

لذلك بينما تستمر الأبحاث في استكشاف فوائد المدارس المشترَكة والمدارس أحادية الجنس، يقترح بوميستر أن يُسمح للآباء بتحديد الخيار الأنسب لاحتياجات أطفالهم وكذلك الأنسب لمواهبهم الفردية.

يقول بوميستر: “إن العديد من الفتيان والفتيات يبلون حسنًا في المدارس المشترَكة، لكن بعضهم الآخر يبلي بشكل أفضل في المدارس أحادية الجنس“. ويضيف: “يمكن أن يستفيد المجتمع من الاختيار والتنوع، لذلك دعونا نقدم خيارات“.

من ناحية أخرى يرى باحثو ACCES أن التمييز بين الجنسين نادرًا ما يكون أحد أشكال “الخيارات“ المفيدة، وأن تعزيز التنوع داخل المدارس، وليس عبر المدارس، هو الخيار الأفضل. ومن المرجح أن يسمع علماء النفس وخبراء التعليم الكثير عن هذه القضية المثيرة للجدل بينما يواصل الباحثون في كلا الجانبين عملهم.

زر الذهاب إلى الأعلى