كيف يكون التدريس بنظام (ستيم)؟ -مترجم-
المقال الأصلي: HOW TO TEACH STEAM
إذا كنت معلمًا أو والدًا أو معتنيًا بالتعليم المنزلي، فلعلك سمعت عن نظام (ستيم) STEM التعليمي. هذه الحروف الأربعة اختصارات بالإنجليزية على النحو التالي:
Science: العلوم.
Technology: التكنولوجيا.
Engineering: الهندسة.
Math: الحساب.
ويضيف بعض المعلمين حرف A للإشارة للفنون Arts، فتصير (ستييم) STEAM.
إذن ما الذي يميز هذا النظام التعليمي؟ وما أهميته؟ هذا ما أعرض له في السطور التالية، بالإضافة لأساسيات كيفية تعليمه:
ما أهمية نظام (ستييم) التعليمي؟
تقود مجتمعاتنا اليوم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والحساب. وفي ظل التقدم المستمر في مختلف المجالات التقنية ينبغي علينا ان نواكب الركب بل وننافسه في تلكم الحقول. ومما يثير شغفي أن نَبلُغ الأطفال الأصغر سنَّا ونوصل تلك العلوم إليهم. في رأيي، كلما صغر سن الطفل كان أقدر على استيعاب ما يتعلم بسهولة.
طفلي ذو العامين يمكنه الإبحار عبر الإنترنت على التابلت بكل سلاسة، في حين يتعذر على جدتي ذلك!
الإشكال أننا تخلفنا عن بقية العالم في تعلم تلك المواد المهمة. فنحن نحتاج المهندسين لبناء التقنيات الحديثة، ونحتاج خبراء يعرفون مداخل ومخارج الحاسب الآلي، والعلوم ضرورية للبحث والتوسع في آفاق المعرفة، والرياضيات ركن ركين في البرمجة والهندسة كذلك. وأعتقد أن الفن يلعب دورًا كبيرًا في كل ذلك، فلسوف نحتاج مصممين مبدعين ليحصدوا ثمار كل ما سبق في بوتقة فنية جميلة وجديدة.
وتعجبني المقولة التالية للمصور “تشرلز نيجر” من القرن التاسع عشر:
“حيث تنتهي العلوم يبدأ الفن. عندما ينتهي الكيميائي من معادلاته، يوجه الفنان عدسته، ويهتديان في دراسة الطبيعة بمشاعل الإرشاد الثلاثة (الملاحظة والشعور والمنطق). التصوير يذكي فينا مؤثرات تجعلنا نحلم، وتستثيرنا التفاصيل الصغيرة، بخيالات قوية وجريئة تدهشنا وتخيفنا في آن معًا”.
ومع أنه لكل مجال من تلك العلوم أفكارها المنفصلة والفريدة، لكنها في النهاية تندمج معًا في حقل العلم الأوسع. فلم يعد علينا الفصل في تدريس تلك المواد كما كنا نفعل سابقًا. إذ كلما بدأنا تعليم هذا النهج مبكرًا، يغدو الأطفال أفضل مستقبلًا. يمكننا استثارة حماستهم وجعل العملية التعليمية ممتعة بمشروعات عملية، فهدفنا تخريج مخترعين، ولذلك أشارككم بعض طرق تعليم منهج (ستييم) لتحقيق ذلك:
مشاريع التدريب العملي:
وليس المقصود منها تحديد مشروع لمجرد ملء خانة المشروع في المنهج، بل المراد مشاريع ذات أهداف تعليمية، تتيح الاستشكاف والتساؤل المفتوح، وتعرض مشاكل يطلب حلها وحلولًا يخترعونها. من اللازم أن يكون التعليم عمليا لأقصى ما يمكن، فكلما اشتغلت حواس أكثر أثناء التعلم يتذكر الأطفال ما تعلموه أحسن ويمارسونه في الحياة تبعًا. وعندما يبني الأطفال شيئًا، أو يبتكرون، أو يستكشفون، ثمة عملية تعليمية تجري أثناء ذلك. الخبرة التي يكتسبها المتعلم من التدريب العملي بمثابة قبلة الحياة لمادة العلم الذي يتعلمه.
مراعاة إدراج مشكلات حقيقية من الواقع في الأنشطة التعليمية:
وكمثال على ذلك، فابني مشارك في برنامج تعليمي لمدة عامين، ويتبارى الأطفال في إتمام مشروع معين، يتم تحديده كل عام بثيمة (موضوع) معين. موضوع هذا العام كان “التحالف مع الحيوانات”. ويطلب من الأطفال تعيين مشكلة واقعية تتعلق بالتعامل بين الناس والحيوانات، وما الحل الذي يقترحونه للإشكال. مثل هذه المشروعات تشحذ ذهن الطفل تلقائيًا لربط العلم بالحياة، ومن ثم استشعار قيمة العلم وأهمية ما يتعلمه.
وإذا شئت أن تعزز هذا، يمكن الاستعانة بخبراء ومحترفين في المجال ليوجهوا الأطفال في اختياراتهم ويطبّقوا أمامهم عمليًا.
ادمج بين تطبيقات العلوم:
نعم ستقوم بتدريس المواد منفصلة: العلوم، التكنولوجيا، الهندسة، الحساب، الفنون. لكن بخلاف مجرد التدريس والتلقين، اهتم بالربط بينها وبين تطبيقاتها. امزج بين الحساب والفن، واجعل الهندسة تتفاعل مع العلوم. وادمج التكنولوجيا بها جميعًا من خلال التطبيقات الذكية، البرمجة، الأسلاك والأدوات وغيرها. استثمر كل تلك التفاعلات معا في كافة المجالات.
شجّع التساؤل والتعجب:
الأطفال بطبعهم ذوو فضول، لكن المناهج والطرائق التعليمية في غالبها تطمسها. دعهم يتساءلون ويتعجبون ويختبرون ويستكشفون. فمن خلال تلك الفطرة كانت غالب الاختراعات. مهمتك كمعلم أن تفهم الأطفال لماذا تحدث الأشياء على النحو الذي تحدث عليه.
أعط الأطفال مساحة تحكم أكبر في العملية التعليمية:
أعتقد أن هذا مبدأ أساسي في هذا النظام التعليمي. لأنه كلما كان المتعلم مشاركًا في صناعة منهجه كان أولى عناية به، وأكثر دافعًا للحفاظ عليه. يمكنك مشاركتهم في اختيار المشروعات التدريبية التي يودون تجريبها، والسماح باقتراح مناهج تطبيق.
المصدر :