أكثر المجالات التعليمية طلبًا في سوق العمل على مستوى العالم
إذا نَظَرْتَ للغاية من التعلم من زاوية عُليا ستكتشف أن الأمر لا يتخطى كونَه اختيارَ مجالٍ تجد أنك قادرًا على إيجاد نفسك فيه، وتحقيق ذاتك من خلاله بالعمل، وهو ما يجعل رؤية مُعظم طُلاب العلم نفعيةً تهدف للتوظيف فحسب.
ولكن بعض الناس يرى الأمر من زاوية شخصية بحتة، فاختيارك لمجال معين يعني استمتاعك بفهمه والإلمام به والبحث فيه، وهو ما سيجعلك متميزًا عن الكثيرين ممن سلكوا نفس مسارك التعليمي، وهذا لا ينفي أن بحثنا عن التوظيف هو الغاية الأسمى من التعلم، بل يبدو كأن إدراكنا العام أصبح يعلم بأن قدرتنا على إثبات ذواتنا في هذا المجال المعرفي أو ذاك له متطلبات أساسية من بينها التوظيف كفعل مثمر ماديًا بشكل مباشر وعمليًّا بشكل غير مباشر..
ولهذا دأب الأفراد بشكل مستقل أو الْمُجتمعات بشكل جمعي تحفيزي لمتابعة سوق العمل والوظائف الأكثر طلبًا والأكثر قدرة على الكسب بشكل عام باعتباره اتجاهًا سيثمر يومًا ما، فمعرفتك بخصوبة التربة وأهليتها لزراعة بذرتك ستجعلك متيقن من أن لهذا المسار نهاية إيجابية.. ولهذا وُجد ما يسمى “المجالات الأكثر طلبًا في سوق العمل”. بل ووصل الأمر ليتم تفضيل جامعات بعينها عن أخرى في المجال نفسه، وهو ما يتم تحديثه وتطويره عامًا بعد عام.
التواصل مع الأرواح… تخصصات جامعية ستفاجئك في الجامعات البريطانية!
المجالات الأكثر طلبًا..
المجالات الأكثر طلبًا في سوق العمل تتأثر بطبيعة العصر ومعطياته، ستدرك ذلك بقراءتك للتاريخ ومتابعة التغيرات الاجتماعية والاقتصادية حيث إن توجُّه البشرية لعصر المعلومات والتكنولوجيا والصناعات الدقيقة المتطورة تجعل المجالات المرتبطة بذلك أكثر طلبًا بل إنه خلق مجالات علمية لم تكن موجودة من قبل مثل التسويق الرقْمي، ولكنَّ هناك مجالاتٍ هامةً لا تفقد بريقها بمرور الوقت، مثل: الطب والتعليم والترجمة.. فهم من العناصر الأساسية في أي دولة ولهذا ظلُّوا مجالات مطلوبة حتى الآن.
وتجدر الإشارة إلى أن قائمة المجالات الأكثر طلبًا في سوق العمل تتغير قليلًا من دولة لأخرى طبقًا لاختلاف طبيعة سوق العمل لديها، وتشمل ما يلي على سبيل التقدُّم والملاحظة الْمُسجَّلة وليس الحصر..
الطب
الطب بتخصصاته المختلفة دائمًا ما يكون المجال الأكثر طلبًا في أي دولة لديها اهتمام بالرعاية الصحية وكل الدول في الوقت الحاضر تتسابق في ذلك لدرجة أنها فتحت الباب أمام المستثمرين الوطنيين والأجانب للاستثمار في مجالات الرعاية الصحية بكافة أشكالها، ولهذا هناك اطمئنان تام من الطلاب تجاه فكرة الانضمام لكليات الطب حول العالم، ولكن بالطبع هناك جامعات يفضلها الطلاب لدراسة الطب أكثر من غيرها وتأتي “جامعة هارفارد” على رأس تلك القائمة بينما يتساوى التقويم بين جامعتي “كامبريدج” و “أوكسفورد” في المركز الثاني ويحل “معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا” في المركز الثالث طبقًا للتقويم العالمي للجامعات لعام 2018.
الهندسة والتقنية
في ظل عالم يتقدم تكنولوجيًا بشكل متسارع فمن الطبيعي أن يكون هناك أساسًا تطويريًّا وتعليميًّا يعتمد على الاستثمار في ذلك التخصص بشكل مستمر ليظل التقدم الهندسي والتقني مُطردًا، ولهذا تهتم الكثير من الدول بهذا المجال العلمي بصفته أساسًا لتطورها على المستوى العام، وهذا ما انتقل أيضًا للشركات والمؤسسات الخاصة التي تستثمر في الهندسة بتخصصاتها المختلفة والتقنية، التي أصبحَتْ لغة العصر الحالي، وتسير لأن تصبح مهيمنة على كل أنشطتنا الإنسانية.
ذلك السعي جعل تخصصات الهندسة والتقنية مطلوبة لدى أرباب العمل، ولكن الأمر أيضًا يمتلك مفاضلة بناءً على الجامعة؛ نظرًا لاختلاف طرق تأهيل الجامعات لطُلابها لسوق العمل ويأتي “معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا” على رأس تلك القائمة ويتبعه “جامعة ستانفورد” في المركز الثاني بينما تحل “جامعة كامبريدج” في المركز الثالث طبقًا للتقويم العالمي للجامعات لعام 2018.
هل ترغب بدراسة الماجستير في مجال مختلف تمامًا عن تخصص البكالوريوس؟
العلوم الطبيعية
وتشمل الكيمياء والفيزياء والجيولوجيا وعلوم البيئة..إلخ وتعتبر العلوم الطبيعية محاولة منهجية من البشر لفهم الطبيعة ولهذا لن تنجح مؤسسة أو دولة بدون أن تعتمد منهجًا علميًّا يجعلها تدرك الطبيعة التي تتعامل معها وفهم قوانينها ومحاولة توجيهها لخدمة الإنسان وبقائه آمنًا من تقلباتها الدائمة، ويعتبر ذلك المجال من أعقد المجالات العلمية بشكل عام فهي تتطلب تركيزًا دراسيًّا طويلًا للقدرة على فهم الأساسيات والبدء في إنتاج معارف وتصورات موضوعية ناجحة إن تم تطبيقها عمليًّا، وبالمثل فإن هناك تفضيلًا لجامعات معينة عن أخرى فيما يخص هذا المجال المعرفي، ويأتي “معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا” على رأس قائمة الجامعات الأكثر تفضيلًا في العلوم الطبيعية بينما حصل على المركز الثاني جامعة كامبريدج والثالث كان من نصيب “جامعة ستانفورد” طبقًا للتقويم العالمي للجامعات ذاته.
العلوم الاجتماعية والإدارة
فهمك للعلوم الاجتماعية يجعل منك مُديرًا جيدًا، تلك الحقيقة التي أنكرها البشر لسنين عديدة خلف أسماء مثل: الخبرة والكاريزما إلخ.. من الأسماء العامة والضبابية، فخبرتك في عمل سابق ليست دليلًا على كونك قادرًا على القيام بالعمل نفسه في مناخ وظيفي مختلف.
وقد استطاعت العلوم الاجتماعية أن توفر ملاحظات وبيانات وحقائق – ليست متعمقة كما في دراسة العلوم الاجتماعية ذاتها – وتزرعها في علوم الإدارة بأقسامها المختلفة.. وتأتي جامعة هارفارد على رأس قائمة أفضل الجامعات في ذلك المجال، بينما يأتي بعدها “كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية” وفي المركز الثالث تظهر “جامعة أوكسفورد” مرة أخرى.
الفنون والعلوم الإنسانية
وتشمل الأدب والتاريخ والفلسفة واللغات والمعمار ..إلخ، وتعتبر تلك التخصصات هي ما تمثلنا نحن البشر في تطوير أدبياتنا وإدراك تاريخنا وتنظيم حياتنا والانفتاح على الآخر ونشر الفنون باعتبارها لغة لا تحتاج أن تدرسها لتُعجب بها، وتنافس الجامعات فيما بينها في القدرة على دعم وتطوير طُلابها في تلك المجالات العلمية باعتبارها مجالات أكثر تأثيرًا في سلوكيات البشر أنفسهم وليست حياتهم فحسب.. وتحتل “جامعة أوكسفورد” المركز الأول وتأتي بعدها “جامعة هارفارد” ثم جامعة كامبريدج في المركز الثالث طبقًا للتقويم العالمي للجامعات لعام 2018
كيف تختار المجال الذي سيعود عليك بالنفع؟
هناك رأيان في هذا الأمر كلاهما ينجحان لدى بعض الناس بما أنه ليست هناك إجابة خاطئة ولكن هناك مسار خاطئ أنت تختاره بإهمال تقويم قدراتك وعدم تقدير رغباتك.
التخصص الجامعي بين الطموح وبروتوكولات المجتمع
الرأي الأول: أن تبحث عن المجال الأكثر طلبًا في سوق العمل، وتدفع نفسك لأن تسلكه تعليميًّا وتُدرب نفسك على مزاولته؛ ليصبح هو المجال الذي تعلم عنه ما يجعلك مؤهلًا للحصول على العمل، ولكن هذا الرأي ينكر أن لك بصفتك شخصًا ناضجًا ومدركًا تفضيلات خاصة وشغفًا في مجال معين، وبالتالي ربما لا يكون المجال الأكثر طلبًا والذي اخترته مناسبًا أو مفضلًا لك فعلًا!
الرأي الثاني: يرى أنه يجب عليك أن تقرأ عن تلك المجالات بشكل عام ومعرفة أيٍّ منهم ستجد في داخلك رغبة في أن تعرف عنه أكتر، أيهم ستكون شغوفًا بأن تُلم به أكثر من غيره وتفاضل بينهم جميعًا على علم بعالمهم وما ستواجهه إن اخترت هذا المجال أو ذاك.
لك كامل الحرية في الاختيار..
المصادر:
These universities are most likely to get you a job
Best universities for graduate jobs: Global University Employability Ranking 2017