لطالما استهوتني التطبيقات التي تقدم خدمات تعليمية، والتي تسمح لي بتطوير معارفي في الأوقات التي يعتبرها الكثيرون أوقاتًا ميتة، وكم كانت دهشتي كبيرة حين التقيت وعن طريق الصدفة بتطبيق “كورسيرا “ والذي أعتبره رفيقي اليومي وأستاذي الذي يمنح لي فرصة تعلم الكثير مجانًا من خلال تطبيق على هاتفي الذكي.
يقدم موقع كورسيرا مساقات مجانية في مواضيع تشمل العلوم الإنسانية، الطب، الأحياء، علوم اجتماعية، الرياضيات، إدارة الأعمال، العلوم، وعلوم الحاسب. ولكل مساق محاضرة على الفيديو ومهام على الطالب إتمامها.
كما يستعمل نظام التقييم المقارن بين المتعلمين. كما توفر “كورسيرا” لكل مساق مجالات النقاش للطلاب. ويعتمد بعض الطلاب على الالتقاء فيما بينهم في أماكن جغرافية محددة من خلال نظام “مينغ دوت كوم”، وتعتمد نظم ديناميكية الضغط على المفاتيح للتأكد من مصداقية الطلاب.
وبالتالي فهو ليس مجرد موقع تعليمي وفقط بل مساحة تسمح بتبادل الخبرات بين طلاب “كورسيرا” والذي بلغ عددهم في مايو الماضي 2015 أكثر من 13 مليون مستخدم من 190 دولة حول العالم مع وجود أكثر من 1000 دورة تعليمية تقدمها 119 مؤسسة تعليمية، بين جامعة ومعهد ومؤسسة غير جامعية من أكثر من 23 دولة.
كما يوفر الموقع خدمة تتبع التوثيق الإلكتروني في حال رغبت في الحصول على شهادة عندإتمامك الدورة للتحقق من هويتك عند أداء الاختبارات. تكلفة الاشتراك كانت بـ 50 دولار.
بماذا تختلف “كورسيرا” عن باقي المنصات التعليمية؟
كانت لي عدة تجارب مع منصات تعليمية عربية وغربية، ولكن تجربتي مع كورسيرا كان لها طعم خاص، نظرًا لمحتويات المادة العلمية المقدمة والتي تجعلك تغوص في أعماق المساق ما يولد لديك رغبة في التعلم والمعرفة أكثر.
حيث تتوفر أسبوعيًاُ مواد مرئية قد تزيد عن 3 ساعات يرافقها اختبار قصير في نهاية الأسبوع والذي تكون مهلة تقديمه أسبوعًا واحدًا فقط لتحصل على العلامة التي تمكنت منها كاملة.
وبعد انتهاء المدة المقررة لتقديم الاختبار يمكنك أيضًا حله، ولكن سيتم خصم جزْء من العلامة التي حصلت عليها. كما يتاح لك التقدم لكل اختبار 3 مرات ليتم اعتماد العلامة الأعلى بينهم.
كما تتوفر على الموقع خاصية تقييم الزملاء، حيث يمكن للطلاب تقييم بعضهم البعض وتقييم عمل بعضهم البعض. وقد أظهرت هذه التقنية في العديد من الدراسات أنه يؤدي إلى ردود الفعل الدقيقة للطالب وتجربة تعليمية قيمة للمتعلم.
كما يوفر فرصة تكوين مجموعة دراسية يمكنها الاجتماع في فيس بوك أو في غيره من وسائل التواصل الاجتماعي، هذه المجموعات التي تزيد من تفاعل الطلاب وتشجهم على الاستمرار أكثر.
ماذا لو لم يكن هناك وقت محدد لبدء الكورس؟
في حال تحمست للبدء بكورس جديد ثم لم يتوفر لديك الوقت للتسجيل فيه فإن الموقع يوفر خدمة “watch list”، فقط قم بإضافته للـ watch list وسيتم بإخبارك بالايميل حين تتاح أوقات أخرى.
رحلة التعلم مع هذا الموقع بالنسبة لي كانت ممتعة جدًا مكنتني من تطوير ذاتي، وتحسين رتبتي في عملي من خلال الشهادات التي حصلت عليها من الموقع.
