صوت المعلم

غياب الهّدف، ضياع جيل

جرب مرّة أن تسأل طلبتك فجأة: ما هدفكم في الحياة؟ أو بصورة أبسط: لمّ تأتون إلى المدرسة؟ ولاحظ كم الإجابات الذي سيذهلك تكراره: “لا أعرف”، “لأجل أهلي”، “لأرى صديقاتي”، “لأتعلم”.. وكثير من الإجابات اللامنطقية والتي تُدلل بقوة على غياب الهّدف لدى الغالبية؛ والأدهى الجهل بمفهوم “الهدف” من التعليم أو من الحياة على وجه العموم، فتلك الأسئلة لم تراودهم إما تبعاً للبيئة التلقينية التي ينشأ فيها الشخص مدرسياً وأسرياً، وإما لضمور العقل أن يُفكر في ماهية وجوده وتلهيه بملذّات الحياة.
أن يحمل الطالب رسالة هادفة لحياته، يعني أنه يُخطط لنجاحها والتميز بها ليُحقق أعلى درجات الرِفعة لنفسه ووطنه وأكثر للإنسانية أجمع؛ وقلّ أن تجد رمزاً لم يحمل هّم الأمة أو يجهد في سبيل إصلاح ذاته فوطنه وهكذا دواليك حتى يشعر بنشوة العطاء ورفعة العمل البنّاء الجاد.
من يملك هدف في حياته تتطور ملكاته العقلية وتتحفز لتُعطيه ما يُخطط له فيصبح قادراً على: التفكير المنهجي، وربط الأسباب بالمسببات، والقدرة على التمييز بين المصالح والمفاسد، ودراسة الاحتمالات، والاختيار بين البدائل ، والتحليل، والقدرة على فهم الواقع؛ مما يجعل كل جهد يقوم به مبني على خطة واعية ويُضيف إليه نجمة إنجاز، تدفعه للمزيد.
السؤال الجّاد الآن : كيف يُمكن أن نُدخل للطلاب في المدارس ثقافة “وضع الأهداف” والارتقاء بها؟
_ توضيح معنى الهدف، وأهمية كونه حاضراً في وعي الإنسان ليكون لينجح ويستشعر لذّة نجاحه.
_ ربط الهدف بالقيمة الأكبر لوجودنا على الأرض “وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون”.
_ التركيز على آلية وضع هدف والعمل عليه خطوة بخطوة حتى تحقيقه.
_ ضرورة  أن يكون الهدف سامياً ويتخطى الذات، ليشمل الإنسانية.
_ البُعد عن التلقين في العملية التدريسية ومحاولة إدخال طرق تدريسية تعمل على حثّ العقل وإثارة الانتباه.
_ رعاية المواهب الطلابية والاهتمام بها، والتأكيد على قيمة أن كل إنسان لديه موهبة.
_ إثارة التفكير الإبداعي النقدي لديهم، والتأكيد على فشل التفكير الجمعي.
_ التأكيد على كتابة الأهداف على ورق، ومتابعة إنجازها تبعاً للخطة الموضوعة.
_ ضرب أمثلة للناجحين، والفاشلين وكيف كل منهم وصل تلك المكانة تبعاً لهدفه في الحياة.
_ يُقدم المعلم النموذج الأمثل للقدوة الصالحة في تحقيق الهدف.
_ عقد ورشات تدريبية لأولياء الأمور لتوضيح هذه المفاهيم، وكيفية تقديم المساعدة لأبنائهم.
 

معلّمة الصف الثالث الابتدائي

Back to top button