العمارة في الأندلس

  • دراسات وأبحاث عربيّة

    نماذج من العمارة الإسلامية في العصر الأندلسي والعباسي

    العصر الأندلسي: كل من يهتم بأنواع وطرز العمارة، لابد أن ينتبه لروائع عمارة المسلمين في الأندلس التي لبثوا فيها ما يقرب من ثمانية قرون يشيدون فيها المباني المعمارية، التي لا تزال من أكبر الشواهد على عظمة حضارتهم في قارة أوروبا. فعندما وصل المسلمون إلى شبه جزيرة آيبريا، كان يوجد بها الكتير من آثار العمارة التي تعود لحضارات مختلفة كالأيبيرية والرومانية. بعض هذه الآثار ذات وظيفة دينية كالمعابد، وبعضها ذات وظيفة دفاعية كالقلاع والحصون، ومنها ذات الوظيفة المدنية كالقصور والمسارح والقناطر ونحوها. ولقد شكل المسلمون مدنهم المفتوحة بطابع مميز يتلائم مع الدين الاسلامى، ولذلك كان لابد من إقامة المساجد التي تعد نواة للإسلام، حيث أن المسجد يصبح بمرور الزمن مركز المدن والحواضر وقلبها. فمن المسجد تتفرع الطرق الكبيرة المؤدية إلى أبواب المدينة، وبالتالي تتفرع منها الشوارع والأزقة الموصلة للأحياء. وحول ساحة المسجد تقام الأسواق والحمامات والفنادق والقيساريات وبداخل المسجد تعقد الاجتماعات السياسية، وتدرس العلوم الدينية والعلوم العامة. ولذلك نجد أن للجامع أثرًا إيجابيًا على حياة المجتمع بجميع أشكاله وجوانبه. ولقد كانت هذه الظاهرة تتبع في كثير من المدن التي يفتحها أو يختطها المسلمون في شتى بقاع الأرض. ونجد أن الأندلس تحولت إلى بقعه مضيئة يتجه إليها الناس من جميع أنحاء العالم لمختلف المجالات منذ أن فتحها المسلمون، ولا سيما في عهد عبد الرحمن الداخل ذلك الأمير الذي كرس حياته لبناء الدولة الإسلامية في الأندلس. يعد عصر الأمير عبد الرحمن الداخل هو بدايه فن العمارة، وما زالت في الأندلس إلى يومنا الحالي الكثير من الدلائل على ما أبدعه المسلمون في مجال العمارة في هذه البلاد . وعلى الرغم من أن أغلب هذه المباني ليست مكتملة البناء في عصرنا الحاضر كجامع قرطبة، وقصر حمراء وغرناطة، ومنارة أشبيلية وبرج الذهب، إلا أن هناك الكثير من الآثار الأندلسية المتناثرة في إسبانيا ذات طابع أندلسي يسهل تمييزه من خلال بعض العناصر المعمارية والزخرفية ذات الأصل الإسلامي التي ولدت على يد معماريو هذا العصر في إسبانيا. أبرز مميزات العمارة الأندلسية وذلك على النحو التالي: 1- زيادة هائلة في مساحات الجوامع والقصور عند تصميمها، مع ارتفاع وزياده سمك جدرانها. 2- الاهتمام برفع أسقف المساجد على عقود وأعمدة من الرخام بزخارف معمارية جميلة، مع الاهتمام بالأروقة، إلى جانب الاهتمام بزراعه صحن المسجد بأنواع الأشجار المثمرة والاستفادة منها…

    أكمل القراءة »
زر الذهاب إلى الأعلى