فكرة

الخرائط الذهنية بصفتها وسيلةً مبتكرةً لتعليم أفضل..

تُعد الخرائط الذهنية منهجًا ثوريًّا للتعليم والتدريس، فإن استخدام الخرائط الذهنية أداةَ تفكيرٍ مبتكرةً في التعليم يُساعد الطلاب على تصور وتجسيد المصطلحات، وفهم الروابط بين الأفكار المختلفة. في الغالب تُستخدم الخرائط الذهنية في العروض، التفكير النقدي، والقدح الذهني، اتخاذ القرار وإدارة المشاريع.

الخرائط الذهنية هي وسائل مرئية فعالة جدًّا، والتي تُمكن الطلبة من تجميع أفكار مختلفة، كما تُمكن المُعلم من تقديم الأفكار بطريقة مرئية، وتساعد طُلابه على تطوير نظرتهم الخاصة للمفاهيم المختلفة.

وقد أثبتت الدراسات أن استخدام الخرائط الذهنية يُحسن كثيرًا من نتائج الطلاب، ويُعزز من التعليم عن طريق المُحاكاة، مما يُسهم بطريقة ملحوظة في ازدياد خبرة التعلُم الإيجابية لكل من الطالب والمُعلم.

من هو مبتكِر فكرة الخرائط الذهنية؟

دعنا نتعرف معًا على مبتكر هذه الفكرة العصرية، وهو الإنجليزي توني بوزان (Tony Buzan)، الذي وُلد في شمال لندن عام 1942.

يملك توني بوزان شهرة عالمية واسعة لابتكاره فكرة الخرائط الذهنية، وبوصفه أيضًا خبيرًا في الذاكرة العقلية للإنسان. وعلى مدار أربعون عامًا من الدراسة والأبحاث، فإن توني بوزان قد وهب حياته لتطوير وابتكار أساليب وتقنيات جديدة لمُساعدة الأشخاص على التفكير بطريقة مُبتكرة وفعالة، ولأن يصلوا لكامل إمكاناتهم العقلية.

وقد قام بإصدار تطبيق خاص به للخرائط الذهنية في ديسمبر 2006 يُطلق عليه (IMindMap). وتحمل مؤسسة بوزان العلامة التجارية للخرائط الذهنية في سياق دورات التعليم الذاتي في المملكة المتحدة وأمريكا وألمانيا.

بعد سلسلة مقالاته التي كتبها لل BBC في السبعينيات، قدم بوزان أفكارًا عديدة في مجموعة من خمسة كتب مثل (استخدم ذاكرتك – استخدم عقلك – تحكم في ذاكرتك – القراءة السريعة – وكتاب الخرائط الذهنية)، وبعدها كتب وشارك في كتابة ما يزيد على مائة كتاب، والتي تُرجمت لأكثر من ثلاثين لُغة.

فوائد الخرائط الذهنية في التعليم

– تساعد الخرائط الذهنية الطلاب على فهم المعلومات واستيعابها، فاستخدام الخرائط الذهنية يزيد من التفكير النقدي ومن مهارات الذاكرة، والطلاب بطبيعتهم – في المراحل السنية المتقدمة – يميلون للتعليم المرئي.

– تلتقط الخرائط الذهنية كل فكرة من عملية التفكير وتحولها لنموذج مبسط؛ لكي يستطيع الطلاب أن يناقشوا ويعرضوا أفكارهم. وعن طريق رسمها يستطيع الطلاب بسهولة استرجاع المعلومات وحفظها في الذاكرة.

– هناك مميزات كثيرة ملحوظة للخرائط الذهنية في التعليم من أجل المعلمين أيضًا. يستخدم المعلمون الخرائط الذهنية كأداة لخلق الإبداع، ومنها يستطيعون تحفيز وتشجيع الطلاب على البحث وإيجاد حلول للمشكلات من زوايا جديدة، ويقومون بتقديم مناقشات وجدالات عن العلاقات بين الأفكار المختلفة.

– واحدة من أهم مميزات الخرائط الذهنية بالنسبة للمعلمين هي أن طبيعة هذه الأفكار المرئية تسمح لهم بمتابعة وتقويم فهم طلابهم للمواضيع التي يتم مناقشتها.

كيفية استخدام الخرائط الذهنية في التعليم

دائمًا ما تبدأ الخرائط الذهنية بمبدأ أو فكرة أساسية، والتي غالبًا ما يتم تمثيلها بصورة أو كلمة واحدة في منتصف الصفحة. بمجرد اختيار المفهوم أو الفكرة الأساسية وعرضها، تتفرع منها عدة فروع تمثل كلمة او اثنتين والتي ترتبط بالفكرة الأساسية.

من هنا تبدأ الفروع الصغيرة في الظهور والتي تطور الأفكار والمفاهيم الرئيسة.

كل الأفكار والمفاهيم ترتبط بعضها مع بعضها بالموضوع العام للخريطة الذهنية ككل، وهذا من شأنه مساعدة المُعلم في مشاركة الطلاب الصورة الكلية والتفاصيل الصغيرة في الوقت نفسه.

عن طريق الخريطة الذهنية يستطيع الطلاب فهم الترابط بين كل الأفكار المطروحة.

يتم طرح الخرائط الذهنية على مرحلتين. القدح الذهني، (وبعد ذلك الخرائط الذهنية). مرحلة العصف الذهني تُعرف أيضًا بمرحلة التفكير الحر، حيث تظهر الفكرة أولًا، ويتم كتابتها في منتصف الصفحة.

من المفترض أن تتدفق الأفكار بحُرية، وكل معلومة مهما كانت صغيرة تكون ذات قيمة.

في المرحلة الثانية، يستطيع الطلاب البدأ في رسم خريطة العلاقات بين الأفكار المختلفة، ويحددون نوع كل علاقة بين هذه الأفكار. وتنقسم هذه العلاقات إلى سبب، أو نتيجة، أو تشابه، أو اختلاف.

قواعد استرشادية لابتكار الخرائط الذهنية

والسؤال الآن بعد الحديث عن الخرائط الذهنية، هو كيف يمكنك إعداد واحدة بسهولة؟ سأقدم لك بعض القواعد البسيطة التي من شأنها أن تساعدك في فعل ذلك:-

1- ركِّز على البدء دائمًا من المنتصف، بحيث يظهر المحور الرئيس للخريطة بسهولة ووضوح، ويجعل تحركك بين أجزاء الخريطة أكثر سهولة لاحقًا.

2- يجب أن يكون لديك مجموعة من الكلمات المفتاحية لاستخدامها في الخريطة، على أن تكون هذه الكلمات الأكثر تعبيرًا عن موضوع التعلُّم.

3- يمكنك أن تقوم باستخدام أكثر من لون في الخريطة، فهو من ناحية يعطيها شكلًا جماليًّا، والأهم من الناحية الأخرى هو أن تعدد الألوان يسهل عملية التذكر، لا سيَّما مع أصحاب نمط التعلم البصري.

4- لا يوجد نموذج ثابت للخريطة الذهنية، بل يمكنك دائمًا أن تخلق الخريطة الخاصة بك، وهذا شيء مطلوب، لأنَّه يشجعك على الإبداع والابتكار، فيتحقق من هنا غرض من أهم أغراض الخرائط الذهنية، وكذلك فإنَّ عملية التذكر تصبح أكثر سهولة، بسبب أنَّك مَن قمت برسم الخريطة، فتعرف كل تفاصيلها.

5- يمكنك استخدام “الصور، الرموز، المصطلحات، الرسوم البيانية، إلخ” من العناصر في الخريطة، وهذا التنوع يفيدك جدًّا في عملية التذكر، بشرط ألَّا يكون استخدامها بشكل عشوائي، إنَّما في صورة منظمة ومرتبة.

6- بعد الانتهاء من الخريطة، قم بمراجعتها لتتأكد من الترابط بين الأشكال المستخدمة، وكذلك سهولة فهم الخريطة من الآخرين، لا سيَّما إن كنت أنت المعلِّم؛ فتعتمد عليها لشرح موضوع لطلَّابك، وبالتالي من الضروري أن تتأكد من قدرتهم على استيعابها بصورة صحيحة.

أفكار مبتكرة للخرائط الذهنية

إذا كنت تريد عرض بعض الأفكار المبتكرة فإليك بعض الأمثلة البسيطة.

من الممتع دومًا في التعلُّم استخدامك للخرائط الذهنية، لأنَّها كما ذكرت تجعل عملية التعلُّم أسهل، وفي الوقت ذاته تمنحك الفرصة للإبداع والابتكار، مع الوقت ستجد أنَّ الخرائط الذهنية تساعدك كثيرًا في عملية التعلُّم، وتسهل عليك دراسة مختلف المواضيع مهما بلغت صعوبتها، لذلك حاول استخدامها من الآن.

زر الذهاب إلى الأعلى