تقاريرصحافة التعليم

تطوير استراتيجية فيديو جديدة لجمهور الإنترنت: نموذج قناة BBC

(هذا المقال هو جزء من تغطية فريق شبكة زدني ضمن مؤتمر منتدى الشرق الذي عقد في اسطنبول مابين 16 و 20 إبريل).

في إطار مُنتدى الشرق الذي أقيم في إسطنبول، حضر فريق “زدني للتعليم” جلسة من تقديم “إنجا ثرودر” العاملة في قناة بي بي سي الإخبارية، وكان موضوعها هو : تطوير استراتيجية رقمية جديدة لجمهور الشباب على الإنترنت.

قامت “إنجا ثرودر” بطرح ملخص شامل عن طريقة عمل قناة بي بي سي الحالية في مجال تغطية الأخبار وتقنيات الفيديو حيث شاركت مع الحضور أهم أعمال البي بي سي والتي هي أشرطة فيديو إخبارية تم تصويرها عن طريق استعمال الكاميرات الطائرة المُتحكم بها آليًا.

اقتباس من كلمة “إنجا ثرودر” : “نحن نستعمل طائرات بدون طيار لصناعة القصص والتصوير وذلك بموافقات أمنية”

إن ما أكدت عليه ثرودر في حديثها هو أهمية الفيديو في صناعة محتوى الإنترنت، إذ قالت بأن 73 بالمئة من محتوى شبكة الإنترنت هو عبارة عن أشرطة فيديو، وبالتالي فإن مستقبل الإنترنت يبدأ بتطوير طُرق التعامل مع الفيديو.

الكاميرات الطائرة :

إن أبرز تقنيات قناة البي بي سي الحالية هي استعمال الطائرة بدون طيار والتي هي كاميرات تقوم بالتصوير من الأعلى عن طريق التحكم الآلي بها، والجميل في هذه الطائرات أنها تُمكن من تصوير مقاطع من القصص التي ترغب قناة البي بي سي بنقلها بحيث تكون هذه المقاطع قصيرة جدًا وفي آن واحد تسمح للمتابع بتكوين فكرة كاملة عن القصة.

عرضت إنجا ثرودر على الحاضرين شريط فيديو كمثال على طريقة عمل هذه الكامرات الطائرة، وقد تم في الفيديو تغطية حدث كأس العالم 2014 بالبرازيل في دقيقة و12 ثانية، يمكنكم مشاهدة الفيديو من هنا :

https://www.youtube.com/watch?v=0jZ8fYwjYwQ

ولهذا، بدل استعمال تقارير كتابة طويلة جدًا لنقل قصص مهمة، تمّ تطوير الكاميرات الطائرة التي تنقل كلّ شيء من الأعلى بدقة عالية جدّاً وفي ظرف وجيز أيضاً.

 أخبار الفيديو في 60 ثانية:

هناك تقنية أخرى بدأت قناة البي بي سي في استعمالها وهي طريقة عرض الأخبار والقصص في أشرطة فيديو لا تتجاوز مدتها 60 ثانية، وتعطي فكرة شاملة عن ما تريد القناة نقله للجمهور.

عرضت “إنجا ثرودر” علينا شريط فيديو كمثال على هذا وكان موضوعه هو القنبلة الذرية الإيرانية.

يمكنكم مشاهدة الشريط من هنا : http://www.bbc.com/news/world-middle-east-32139753

وبالتالي يمكن أن نستنتج من هذه التقنيات أنها قناة بي بي سي توصلت لطريقة تنقل من خلالها القصص بطريقة بسيطة وسريعة.

لكن كما قالت إنجا ثرودر، فإنهم في البي بي سي يعانون مشاكل مع القصص المعقدة التي لا يمكن أبداً نقلها للمشاهد في ظرف وجيز، ومن هذه القصص تحدثت ثرودر عن الصراع القائم حالياً في سوريا.

الفيديوهات بشخصيات افتراضية :

إنها تقنية أخرى تقوم بي بي سي عبرها بنقل قصص خاصة نوعًا ما، وذلك دون تصوير أشخاص عاديين وحقيقيين، بل تقوم فقط بإعداد أشرطة كارتونية تنقل عبرها مقولات أولئك الذين حاورَتهم وقصصهم التي لا تريد أن تظهر فيها وجوههم، وهذه التقنية يتم استعمالها خصوصًا مع القصص الحساسة جدًا.

 خلاصة:

عرضت “إنجا ثرودر” أشرطة فيديو قام بتصويرها أفراد لا ينتمون لأية مؤسسات إعلامية ورغم ذلك لاقت نجاحات كبيرة، وبالتالي خرجت بخلاصة مفادها أن جهاز موبايل واحد قد يقوم بنفس ما تقوم به مؤسسة إعلامية ضخمة وهذا فقط إذا عرف المستعمل كيف يبدع في استعمال هذه الطرق البسيطة.

منتدى الشرق – استشراف المستقبل2015

إيمان ملال

كاتبة رأي ومدوّنة من المغرب.
زر الذهاب إلى الأعلى