تعليم مخطوف !
لم يسلم شيء من مناحي حياتنا من التغريب، والبهرجة التي تجعل الآخر مناط أحلامنا وتوجهاتنا، ونحن نقف أمام الغرب كالمستغيث المنتظر لجلال ما يُقدم وجماله وتسهيله وترفيهه لحياتنا.
حتى التعليم في مدارسنا مأخوذ من نظريات أخرى، وعوالم لا تنتمي للأصل الذي نعيشه، وتدعو لما نفتقر إليه مادياً ومعنوياً، وتؤكد حقائق أن الغرب فعل يكون بقوة، وأن العرب فعل كان !
في حضارتنا الإسلامية منبع صافي رقراق، لمختلف نواحي الحياة، وهذا ما يحاول الغرب سرقته وتشويهه، ونسب الفضل في العلم والتنوير إليهم، على الرغم من أن كل الشواهد والحقائق التاريخية تدرك ما كان عليه الغرب في العصور الوسطى من تخلف وظلامات، وما كان عليه الإسلام والمسلمين من زهو حضاري لامع.
القصور في المنهاج الذي لا يُؤرخ لتلك الحقائق ولا يرعاها، ويُصر على تقديم العربي بصورة البدوي الغافل، أو الجاهل الذي يهجو ويثأر ويدافع عن حمية قبلية! وذلك من خلال سرد أبيات الشعر الجاهلي. رُبما نظرة يسيرة إلى أمهات الكتاب تخبرك عن أسماء لم تعرفها من قبل و عن رحمة وود وخير عميم متجذر في أصول الحضارة الإسلامية، يحتاج فقط من ينفض الغبار عنه ويوصله بطريقة سهلة ومُيسرة لطلابنا، ليكون أجدادهم من العلماء و المفكرين حافز قوي يشحذ الهِمم للعمل أكثر، وتبني وجهات نظر مختلفة تساعد على العمل لأجل المجتمع لا الفرد وحده.
ما أشد حاجتنا لمناهج تقدم نماذج من علمٍ ونور وهدى، وما أجّل الحاجة إلى معلمين يحملون بذور القدوة الصالحة، ويستطيعون من خلال توصيلهم الممتع للمعلومة رفع مستوى كفاءة الطلاب معرفة وعملاً.
لست أُنكر هنا تقدم الغرب، ولا أدعو للتوقف عن البحث عن جديده، إنما الدعوة للانفتاح على الآخر بقدر ما يجعلنا نستفيد ونضيف لما سلف لنا من حضارات وتقدم، لا لمجرد التقليد الأعمى. أن ندور حول فلك الغرب للتعلم لا للانبهار و أن نجعل قبل دورتنا لنا أساس متين مستند على حقائق ما يحمله القرآن الكريم وما تقره الشريعة، وما أتى به أجدادنا من علوم وفكر.
معلّمة الصف الثالث الابتدائي