قضية الشهرقضية شهر 9/2017 “لوائح التأديب بالمدارس”

ماذا تعرف عن لائحة الانضباط المدرسي؟

يُقال إن من أمن العقوبة أساء الأدب، لذلك وضعت القوانين والعقوبات لردع البشر في كافة الأنظمة والتشريعات عن ارتكاب الخطأ، أو محاسبة من يتعدى على حقوق الغير ويتخطى القوانين العادلة.


ولكن ماذا إن اختفت هذه القوانين من الحياة؟ أو لم تُطبق بعدل؟ من يضمن لنا عدل ونزاهة هذه القوانين؟ ومن لديه الحق في تطبيقها؟

أكررها مجددًا أن المدرسة هي البوابة الأولى للحياة التي يعيش بها الطلاب كافة التجارب التي تؤهلهم لمواجهة المجتمع الذي يعكس شكل ونظام المدرسة التي ينتمون لها، وطالما تحدثنا عن المدارس والمجتمعات العربية، فيجب أن ندرك ما نحن بصدد ذكره لاحقًا في هذا الشأن، وهو عدالة القوانين والعقوبات المدرسية، التي لا نعلم عنها شيئًا سوى أن من حق المعلم طرد الطالب وضربه وسبه في أبسط الأحوال إن أساء الأدب من وجهة نظر المعلم.

ما هي القوانين التي تحكم مدارسنا؟
كيف نضمن حقوق الطلاب ونحافظ عليها؟
كيف نخلق حالة من الاحترام لهذه القوانين وبالتالي خلق حالة من الاحترام في المجتمع المدرسي بين الطلاب والمعلمين، المسؤولين والمرؤوسين؟

أثناء بحثي عن أنظمة القوانين والعقوبات في المدارس المصرية، اكتشفت ما يسمى بـ لائحة الانضباط المدرسي وهي اللائحة التي وضعتها وزارة التربية والتعليم للقوانين والعقوبات في المدارس المصرية، وتشرح المسؤوليات والمهام والواجبات على كل إدارات المدارس والمُعلمين وأولياء الأمور والطلاب، ليشاركوا جميعًا في تنفيذها.


قرأت اللائحة بانبهار بعد 20 عامًا قضيتها في تفاعل مع نظام التعليم المصري بصفتي طالبة تارة، ومُعلمة تارة أخرى، وأخيرًا مراقبة في صمت لتجربة أقاربي الصغار في هذا النظام البائس، وبدلًا من الحديث عن كل قانون وتفنيده وهل يُطبق أم لا، قررت إجراء حوار قصير مع مجموعة من 4 طُلاب في مراحل دراسية ومدارس مختلفة، كدليل ملموس على مدى وأثر تطبيق هذه اللائحة والقوانين.

هل سمعت من قبل عن لائحة الانضباط المدرسي؟

عمرو (الصف السادس الابتدائي): لا.
أنس (الصف الأول الثانوي): لا.
مهاب (الصف الأول الثانوي): لا .. في الغالب لا أذهب للمدرسة.
حمزة (الصف الثالث الإعدادي): لا.

هل يوجد في مدرستك مسؤول أو أخصائي اجتماعي/ نفسي؟

عمرو: المسؤول الاجتماعي توفي ولم يأت أحد بعده، النفسي نعم متواجد.
أنس: نعم، لكن إذا حدثت لي مشكلة لن أذهب إليه.
مهاب: نعم يوجد، ولكن عندما أذهب إليه يخبرني (قول يارب وصلي ع النبي واعمل حساب مع نفسك كدة وامشي).
حمزة: يوجد، ولكن عندما أذهب إليه يمنحني ورقة بها الكثير من الأسئلة أكتب بها لماذا وكيف ومتى حدثت المشكلة.

هل تعرف ما هي مهام الأخصائي الاجتماعي أو النفسي؟

عمرو: لا.
أنس: دكتور نفسي؟
مهاب: شخص لم يستطع الالتحاق بكلية الطب والتخصص في القسم النفسي، فالتحق بتخصص آخر؟
حمزة: شخص يهتم بنفسية الطلاب، ويقوم بحل مشاكلهم.

هل تعلم أنه من حقك الذهاب لهذا الأخصائي والشكوى عن أي أذى نفسي أو بدني تتعرض له؟

عمرو: لا، وإذا قام أحد بسبّي وقمت برد السباب والإهانة وشكوت له ستحدث مشكلة كبيرة.
أنس: لن يساعدني في الحصول على حقي، ومن المفترض أن يتركونا لنسترد حقنا بأنفسنا عند التعرض للإهانة.
مهاب: سأذهب له وسيقوم بإرسالي لغرفة المديرة.
حمزة: لن يحدث شيء، ولن يساعدني في الحصول على حقي.

هل قمت باستلام لائحة الانضباط المدرسي عند التحاقك بالمدرسة؟

عمرو: لا.
أنس: لا.
مهاب: كانت هناك كومة من الأوراق الكثيرة قمت بصنع ألعاب منها.
حمزة: لا أتذكر.



حسنًا، سأطرح عليكم الآن مجموعة من الأسئلة حول العقوبات المدرسية لاختبار مدى تطبيقها في مدارسكم، حسنًا؟

ماذا يحدث إذا تأخرت عن الطابور المدرسي؟

عمرو: لا أتعرض للعقاب.
مهاب: في العادة اذهب متأخر 20 دقيقة ولا يحدث شيء.
أنس: أقف في الفناء لمدة حصتين.

 ماذا يحدث إذا تغيبت بدون عذر؟

عمرو: ما المشكلة؟ لا يحدث شيء.
مهاب: لا شيء.
أنس: إذا تغيبت لعدة أيام كثيرة ربما أرسب.
حمزة: نفس الإجابة.

ماذا يحدث إذا نسيت جلب أدوات المدرسة؟

عمرو: يصرخ المدرس في وجهي (بتهزأ).
مهاب: حسب الحالة المزاجية للمُعلم.
أنس: حسب الحالة المزاجية للمُعلم أيضًا.
حمزة: هناك كراسة متابعة لسلوكي يتم كتابة الأمر بها.

ماذا يحدث إذا لم ترتدِ الزي المدرسي؟

عمرو: لا شيء.
مهاب: يتم طردي من الفصل.
أنس: هذا الأمر كذلك بحسب الحالة المزاجية للمُعلم.
حمزة:  لا يوجد في مدرستنا زي مدرسي.

ماذا يحدث إذا ألقيت بشيء على الأرض؟

عمرو: لا شيء.
مهاب: في الغالب لا يحدث شيء لأنني نادرًا ما أذهب للمدرسة.
أنس: على حسب إذا رآني أحد أو لا.حمزة: يطلب مني المعلم إلقاءها في سلة القمامة.

ماذا يحدث إذا قمت بسب زميل لك؟

عمرو: على حسب نوعية السباب، يُمكن أن أتعرض للتوبيخ أو أتلقى إنذار.
مهاب: يظل يسألني المعلم لماذا أتصرف بهذا الشكل خاصة أن أخي من أكثر الطلاب هدوء وأدب في المدرسة.
أنس: أتعرض للتوبيخ.
حمزة: بحسب المُعلم.

ما رأيك في عقوبة مخالفة الزي المدرسي للمرة الثالثة، وهي التعرض للفصل لمدة 3 أيام؟

عمرو: قرار مستفز ولا فائدة منه، ومن المفترض أن يتركوا لنا حرية الاختيار وارتداء ما نريد، يخبروننا بأننا يجب أن نرتديه لنصبح كلنا شخص واحد، لماذا؟
– مهاب: الزي سيء للغاية، لا أستطيع الجري به، ولا أعلم لماذا علي شراء 5 قمصان بألوان مختلفة من نفس التصميم لأرتديها طوال العام!
– أنس: لا تعجبني فكرة ارتداء نفس الزي، يجب أن تُلغي هذه الفكرة


وبهذا الشكل يُمكن أن تضح لنا جميعًا مدى أهمية لائحة الانضباط المدرسي ومدى تأثيرها على سير المنظومة التعليمية بشكل لا يُذكر تقريبًا لأنه لا وجود ولا أهمية لها!!
وحتى القوانين الخاصة بها غير مفهومة وغير مقبولة مع جيل كامل من الطُلاب، الذين نسارع بإتهامهم بقلة الأدب والإحترام دون أن نفكر ولو لمرة هل هناك أسلوب لائق للحرص على تعليمهم ومعاقبتهم بشكل يحترم العقول.

يمكنك التعرف على لائحة الضبط المدرسي وآراء المعلمين والخبراء فيها من التحقيق التالي:

هل تُجْدِي لائحةُ العقوباتِ الجديدةُ مع الطلبةِ في مدارس مصر؟

آية عاشور

أؤمن أن التعلم هو رحلتنا الحياتية، نقضيها في فهم كيف يسير العالم من حولنا وكيف نساهم فيه، نكتشف ذاتنا باكتشاف معالمه. أحب الرياضيات والرياضة وعالم الأنمي، وأكتب باستمرار عن تجاربي التعليمية. “إن الأمل جهد عمل والجهد لا يضيع” .. أبطال الديجتال 😉
زر الذهاب إلى الأعلى