صوت الطلبةمن الجامعة

إليك خمس نصائح يجب أن يعرفها طلاب الهندسة

تتميز حياة المهندس بأنها رحلة غير نهائية من استكشاف المعرفة، يقودها سحر التعقيدات الغريبة لإجابة سؤال: كيف يعمل العالم؟ فلقد تم هندسة جميع جوانب الحياة تقريبًا، من طريقة تجولنا، إلى البيئة الصناعية التي نحيا بها، حتى وسائل الترفيه تقدمها لنا الهندسة.

تصميم المسرح للإنسانية هو امتياز وشرف لكل مهندس، وعليه أن يمر بمراحل محددة ليحظى بهذا الشرف، ويأمل الكثيرون في أن يعملوا بهذه المهنة العظيمة، لكن القليل منهم من يكمل رحلته للنهاية.

ولكن سبب انسحابهم أو التخلي عن الهندسة نادرًا ما يرجع إلى نقص في الذكاء؛ فبدلًا من ذلك يتخلى الناس عن حلمهم بأن يصبحوا مهندسين بسبب قصور رؤيتهم المستقبلية. فيصاب الكثير من الطلاب بالإحباط بسبب انخفاض معدلات درجاتهم أثناء الدراسة، أو يطغى عليهم سوء التنظيم والتخطيط. وهو أمر مؤسف بطبيعة الحال، فربما اختاروا الطريق الأسهل بدلًا من أن يحاولوا فهم الطبيعة المعقدة للعالم من حولهم.

بالنسبة للكثيرين تبدأ رحلة الهندسة أثناء الجامعة، حيث يتلقى مهندسو المستقبل لمحة أولية بسيطة عن ماهيَّة الهندسة، ولن يستغرقوا وقتًا طويلًا حتى يدركوا أن الهندسة ليست سوى فيزياء تطبيقية ورياضيات، جنبًا إلى جنب مع محاولات وتخمينات لإيجاد حلول يمكن تطبيقها في العالم الحقيقي؛ إذ لا تقوم الهندسة فقط بتجميع الأشياء معًا لخلق منتج ما، بل هي العملية والمنهجية وراء خلق حلول للمشكلات التي تواجهنا في العالم الحقيقي.

ما الذي يحتاج المهندس إلى معرفته؟

هناك العديد من التخصصات الهندسية للدراسة، وهي التي يتطلب كل منها مجموعة مهارات خاصة به. ومع ذلك هناك أيضًا مهارات أساسية يمكن تطبيقها على معظم تخصصات الهندسة، بغض النظر عن صعوبته أو ما يقدمه هذا التخصص.

في حين يمكن للمهندس أن يقضي كل حياته في التعلم، تُطبق المبادئ والمهارات الأساسية نفسها باستمرار، وتُستخدم على نطاق واسع في جميع التخصصات الهندسية تقريبًا لتصميم ودمج الحلول في العالم الحقيقي.

عبر التخصصات الهندسية تتنوع مجموعات المهارات تنوعًا ملحوظًا، حتى داخل النطاقات الفرعية لنفس الوظائف، ولكن في الجامعة تُدرس الكثير من مبادئ الهندسة الأساسية نفسها في مختلف أرجاء العالم؛ فتستند جميع الدورات الهندسية في السنة الأولى تقريبًا على الفيزياء والرياضيات، مع تركيز بسيط عادةً على البيئة والتكنولوجيا، كما ترتكز أيضًا على تدريس أسس الهندسة للطلاب.

فيمكن توقع المواد التي تُدرس للطلاب كالآتي: الفيزياء الكلاسيكية (فيزياء نيوتن)، وحساب التفاضل والتكامل، والجبر الخطي، والبرمجة، والكيمياء. ومن المحتمل أن تُدرس مادة لبرامج التصميم بمساعدة الكمبيوتر (Computer Assisted Design) في السنة الأولى كذلك: لكن: ما الذي تتناوله هذه المواضيع بالضبط؟ ولماذا من المهم دراستها في المقام الأول؟

هناك مجموعة متنوعة من المواضيع داخل كل مادة، لكن قبل معرفة ما تتناوله هذه المواضيع، من المهم أولًا أن يحاول المهندس تتبع المهارات والنصائح التي من شأنها أن تمنحه النجاح في الدراسة وفي سوق العمل فيما بعد، وهو ما ينقلنا للنقطة التالية.

خمس نصائح مهمةيجب على كل طلاب الهندسة معرفتها

قرار البدء بدراسة الهندسة هو قرار طَموح، وصعب في ذات الوقت، ومع ذلك لا يوجد شعور أكبر بالمكافأة وتحقيق الذات من العثور على حل جديد أو ابتكاره بالكامل، سواءً كان ذلك لمشكلة فيزيائية أو لتصميم منتجٍ ما في العالم الحقيقي.

فالحلول هي الدواء الذي يقدمه المهندسون، وبدونه لن يدور العالم، ومع ذلك الوصول لهذه الحلول ليس بالأمر السهل بكل تأكيد، إذ أن ملاحظة المشاكل ذاتها أمر صعب. وهنا تأتي مهمة الجامعة في مساعدة المهندسين على استكشاف المشاكل غير الواضحة التي يواجهها العالم، حتى يتمكنوا من إيجاد حلول غير شائعة.

هناك عددٌ من المواضيع المتكررة التي سيسمعها المهندس مرارًا وتكرارًا، وبينما من المزعج أن تسمع الشيء ذاته في كل مرة، إلا أنه سيساعدك على حفظ هذه النصائح بصورة دائمة. فقد تساعدك في الحفاظ على درجاتك في المواد الدراسية، وكذلك في حياتك العملية بعد التخرج.

وإليك خمس نصائح يجب على طلاب الهندسة معرفتها:

1- حضور جميع الفصول الدراسية:

حتى لو كان الأستاذ يعرض المحاضرات فقط. فيمكنه أن يشرح المواضيع المعقدة، ومن الأسهل فهم الموضوع بكامل جوانبه ثم محاولة إيجاد حلول، وليس العكس.

2- اسأل الأسئلة الصحيحة:

ليس هناك سؤال سيء في حد ذاته، ولكن هناك صيغة سيئة للسؤال. من المفيد جدًّا أن تسأل الأساتذة باستمرار عن أي شيء لم تتمكن من فهمه. ولكن حاول أن تأتي بأسئلة محددة قدر الإمكان؛ فحاول أن تشرح سؤالك كي يتمكن من جوابك بوضوح.

3- تفاعل وشارك:

قد يمر العديد من الطلاب على الجامعة، وقد ينجحون في دراستهم للهندسة، ولكن عندما يتخرجون ويتفاعلون مع سوق العمل يجدون أنهم لم يفهموا شيئًا؛ فالعالم الحقيقي ليس مثاليًا كمشكلة في الكتب الدراسية؛ هناك متغيرات أكثر، وطرقًا غير نهائية للتعامل مع أي مشكلة قد تواجهك.فقد يساعدك الانضمام للفرق الجامعية المختلفة أثناء فترة الدراسة في مواجهة مشاكل العالم الحقيقي بعد التخرج. فمجرد المشاركة والتفاعل مع الآخرين سيعطيك خيارات ممتازة للتعرف على أصدقاء جدد، وعلى تطوير مهارات التواصل لديك، واكتساب المعرفة التي لا يستطيع أي كتاب دراسي توفيرها.

4- استعد للدرجات الدراسية السيئة:

كن مستعدًا للحصول على درجات سيئة في الاختبارات، فدراسة الهندسة ليست بالأمر السهل، وقد تشكل أعباءً إضافية، يمكن أن تحبطك أثناء الدراسة. وقد تتعثر في أي مادة دراسية، وتحصل على درجات أقل مما تتوقعه. لا تقلق أو يصبك الإحباط، حاول تقبل الأمر؛ فالدرجات السيئة لا تعني فشل حلمك في أن تصبح مهندسًا، ولكنها قد تعني احتياجك لإعادة تنظيم وقتك ومجهودك.

5- استكشف أفكارك وعبِّر عنها:

يسعى الأساتذة دائمًا إلى استكشاف مزيد من الأفكار في مجالات تخصصهم، وأحيانًا تُبنى هذه الأفكار على العقول الفضولية لطلابهم.إذا كانت لديك فكرة ما، ناقشها مع أستاذك؛ فإذا كانت تملك أرضية صلبة، فقد يساعدك الأستاذ في ابتكار شيء جديد. أو على الأقل سيشرح لك ما المشكلة في هذه الفكرة لتحاول تعديلها. وقد يوجهك إلى أستاذ آخر، ربما قد يفيدك أكثر في هذا المجال.

زر الذهاب إلى الأعلى