فكرة

تجربتي مع 100 يوم من تعلم الإسبانية على دولينجو!

كنت قد اتخذت قرارًا بتعلم لغة جديدة لإنعاش ذاكرتي وعقلي وقدرتي على التعلم من جديد، ولم يكن في خاطري أن أعيد تعلم لغة سبق ودرستها في المدرسة مثل الإنجليزية أو الفرنسية، على الرغم من أن الأمر قد يبدو أسهل عند مراجعة ما قمت بدراسته من قبل، لكن التجديد مطلوب، كذلك التجربة وحب الاكتشاف شعوران لا يمكن أن تقاومهما كثيرًا، لذلك قررت أن أدرس الإسبانية على تطبيق دولينجو، بعد أن سمعت أنها من أسهل اللغات تعلمًا، بجانب أنني أحب الإسبانية بسبب تشجيعي لفريق برشلونة، فقلت لم لا؟ هي من أكثر اللغات تحدثًا على مستوى العالم، وأغلب متحدثيها يتسمون بصفات مرحة وحتى درامية تشبه طابعنا المصري كثيرًا، فلأنطلق في هذه الرحلة وأرى إلى أين سوف أصل.


بعد أن أتممت 100 يوم من التعلم المتواصل -أي إنني لم أفوّت أي يوم دون أن أقوم بقضاء بعض الوقت في التعلم على التطبيق-، قررت أن أكتب أهم ملاحظاتي عن هذه التجربة التي ما زالت مستمرة، وأضيفت لها أهداف أخرى غير التي بدأتها بها.

ابدأ في الصباح الباكر

عندما تبحث عن عادات الأشخاص الأنجح في أي مجال، ستجدهم يتحدثون دائمًا عن البدء في تنفيذ العمل مبكرًا.

قبل أن تقوم بعمل أي شيء والانخراط في العمل أو الدراسة، قم بتخصيص 5 دقائق فقط يوميًا بعد الاستيقاظ من النوم للتعلم؛ وقتها ستشعر بالراحة لإنهاء المهمة التي لن تؤرق بالك طوال اليوم وتشعر بالذنب لتأجيلها بشكل مستمر.

أحد المستخدمين الذي وصل إلى 2000 يوم من الدراسة المستمرة (5 سنوات ونصف). نصيحته للمستخدمين الآخرين هي: “استيقظ وقم بالدراسة قبل أي شيء”

حدد هدفًا صغيرًا واستمر عليه

دائمًا وأبدًا، الأهداف الكبيرة ليست سوى مجموعة من الأهداف الصغيرة التي يتم تحقيقها تباعًا.

ترغب في تعلم لغة ما وإتقانها بشكل ممتاز؟ تعلم كل يوم أمر جديد حول هذه اللغة، ليس عليك أن تحفظ كافة القواعد والكلمات مرة واحدة، لا ترهق نفسك وتشعر بالإحباط لأنك تتعلم ببطء، شيئًا فشيئًا مع الاستمرارية، ستجد أنك تتقدم بشكل لا تلاحظه إلا عندما تبدأ في التحدث وفهم اللغة، وتتفاجأ بمدى تطورك فيها بهذه الطريقة البسيطة.

في دولينجو هناك خاصية لتشجيعك على التعلم المستمر يوميًا، حيث يطلب منك اختيار هدف واحد لتحقيقه، وهو الحصول على عدد من النقاط اليومية. 

البداية مع نقطة واحدة فقط، وهي بالتأكيد سهل تحقيقها ولن تأخذ من وقتك أكثر من دقيقة واحدة يوميًا، وتزيد الأهداف حتى تصل إلى 50 نقطة يوميًا.

من تجربتي الشخصية، كنت قد وضعت هدفًا يوميًا لنفسي وهو الحصول على 10 نقاط، لأضمن استمراريتي في التعلم، ولكن مع الوقت شعرت بالملل وأن هذا المعدل قليل للغاية، ويجب أن يزيد ليصل إلى 50 نقطة يوميًا إن كنت أرغب في تحقيق مزيد من التقدم والتطور في اللغة.


يجب التنبيه أنه يمكنك بكل تأكيد تحقيق عدد لا نهائي من النقاط اليومية، لكن حد الهدف اليومي على دولينجو هو 50 نقطة فقط حتى الآن، وفي رأيي هذا الأمر مناسب جدًا لتشجيع المستخدم على الاستمرار دون إرهاقه بهدف أكبر، ربما بسبب ضيق الوقت لن يستطيع إنجازه فيحبط ويتوقف عن تنفيذه.

إن كنت من مستخدمي تطبيق دولينجو على الهاتف المحمول سيأتيك تنبيه يومي لتذكيرك بالتعلم، أما إن كنت من مستخدمي التطبيق على الويب أو من خلال الكمبيوتر، سيأتيك تنبيه يومي على بريدك الإلكتروني.

في بعض الأوقات القليلة وفي غمرة انشغالي بالعمل، كنت أنسى أن أدرس وعند رؤية الرسالة الإلكترونية أتذكر فورًا الهدف اليومي.

استخدم هذه الخاصيات المجانية اللطيفة واستمتع بتجربة تعلم يومية خفيفة وغير مرهقة.

السهم يشير إلى أيقونة تحديد الهدف اليومي في التطبيق


ناقش الأخطاء

عندما تقوم بالإجابة على سؤال ما، يظهر لك في أسفل الشاشة نتيجة توضح لك صحة أو خطأ إجابتك، ويظهر كذلك تعديل أو خيارات أخرى للإجابة الصحيحة، وكذلك كلمة صغيرة بعنوان ناقش أو Discuss.

في البداية لم أكن ألتفت لهذا الجزء كثيرًا، ولكن بعد فترة اكتشفت مدى أهميته في فهم بعض القواعد التي تُسهل عليّ التعلم كثيرًا بعد ذلك، فمن خلال الضغط عليها تنتقل إلى منتدى نقاش خاص بهذا السؤال يمكنك أن تشارك فيه استفسارك وتجد شروحات لمُتعلمين آخرين حول هذه القاعدة التي تم اختبارها في السؤال، والتي تساعدك كثيرًا على توضيح نقاط لم تنتبه إليها، وتغنيك في كثير من الأحيان عن البحث على شبكة الإنترنت في مصادر أخرى.

قسم النقاشات في دولينجو

ابحث!

نعم في النقطة السابقة أتحدث عن خاصية منتدى النقاش التي توفر عليك البحث، لكن في الحقيقة إن كان هناك نصيحة واحدة أرشحها لأحد، فهي بالتأكيد ستكون البحث المستمر، فهو ما يساعدك على التطور والفهم وكذلك تحديد مدى هذا التطور والفهم الذي وصلت إليه.

قمت بالتسجيل في دورات تعلم اللغة الإسبانية للمبتدئين على منصة edX، ليس لغرض إنهائها في الحقيقة، لكن لاكتشاف الفارق بين أساليب التعلم المختلفة. عندما بدأت في مشاهدة أول فيديو في الدورة، وجدت أن كافة المعلومات التي وردت به أحفظها عن ظهر قلب.

في الحقيقة وجدتها بسيطة للغاية نظرًا لمستوايا الحالي في معرفة اللغة الإسبانية، وهذا بالتأكيد كان عامل مُحفز لاستكمال التعلم والشعور بالإنجاز.

لا تبخل على نفسك بهذا الشعور حتى ولو كان الإنجاز بسيطًا، لكنك في النهاية مستمر في تحقيقه وهذا هو جوهر الأمر.

تحدَّ نفسك بذكاء

بعد الانتهاء من كل مهارة على دولينجو، تجد أن هناك خاصية تمكنك من مراجعة هذه المهارة من خلال تدريب بوقت محدد، أو بدونه.


في بعض الأوقات احتاج لأن أقوم بهذه المراجعة من خلال الشعور بضغط التوقيت المحدد؛ كي أختبر سرعتي في الاجابة، ولكن هذا لا يصبح الخيار المثالي في كل مرة.

في بعض الأحيان لا أستطيع التفكير بشكل سريع ومنظم للإجابة الصحيحة، فكل ما يهمني وقتها هو التغلب على الوقت، ليس التعلم فقط، وفي الحقيقة أنا لم أعد أفضل هذا الأمر، الوقت سيمضي شئنا أم أبينا، لكن علينا قضاءه في تحقيق قيمة حقيقة لما نفعله، إن كنت سأجيب على 20 سؤال في دقائق بسيطة ولكني لن أمعن التفكير والتعلم بجد، ستصبح هذه الدقائق مهدرة من عمري.

تعلمت أن أخوض اختبار الوقت المحدد وأنا أدرب نفسي على التعامل بهدوء مع الوضع، أنظم معلوماتي جيدًا، وأجيب على الأسئلة دون التركيز على الوقت، ووجدت أن النتيجة أفضل بكثير عندما أطبق هذا الأسلوب.

التركيز على العملية نفسها دون تشتيت الانتباه في العوامل الجانبية الأخرى هو ما يحقق هدف التعلم الحقيقي، ويساعدك على التعامل تحت الضغط أو اتخاذ القرار والتفكير السريع عندما تتقن القواعد وتحفظها عن ظهر قلب بهدوء وتروي.

حافظ على تقدمك

يقولون إن الوصول للقمة سهل، ولكن الصعوبة تكمن في الحفاظ عليها.

الكثير من مستخدمي دولينجو أصبحوا في تحدي الاستمرارية اليومي، وبعضهم وصل إلى 2000 يوم من التعلم المستمر دون توقف.

الأمر لا يمكن تجاوزه بسهولة، بعد قضاء أسبوعين من الدراسة، ستجد نفسك في حالة تحفيز مستمر لكي تصبح مثل هؤلاء الذين يشاركون تجربتهم ويسعدون بالتعلم وقدرتهم على الاستمرار في عمل شيء إيجابي دون توقف.

لكن في بعض الأوقات يحدث أن تمر بظرف طارئ أو قهري قد يعيقك عن الدراسة، هل يذهب تعبك أدراج الرياح؟

لا، من خلال متجر دولينجو، يمكنك شراء خاصية الحفاظ على الاستمرارية أو الـ (Streak) ليوم واحد في مقابل عدد من اللينجوتس التي تكسبها كل يوم.

هذه الخاصية مفيدة للغاية فهي تبقي تقدمك كما هو في هذا اليوم، لكي تعود مرة أخرى وتدرس، ولكن عليك شراء واحدة جديدة بعد هذا اليوم لأنها صالحة للاستخدام مرة واحدة فقط.

خاصية Streak freeze للحفاظ على حالة استمرارية التعلم اليومي على دولينجو

لا تطل التفكير (Just do it)

في بعض الأوقات تجد أنك تقع في كثير من الأخطاء أثناء الإجابة على الأسئلة، تقف حائرًا وتتخيل أنه من المستحيل تعلم هذه اللغة، تفكر كثيرًا وتضع الخطط وتتساءل عن مدى الوقت المطلوب لحفظ كل هذه الكلمات والتحدث بطلاقة.
نصيحتي لك، لا تطل التفكير، “فقط افعلها” كما يقول شعار شركة نايكي الشهير.

بعد قليل من الوقت ستجد أن المعلومات التي واجهتك صعوبة في فهمها، هي في الحقيقة سهلة للغاية بعد أن تم توضيحها بأمثلة أخرى في مستويات متقدمة.

فقط من السياق يمكنك أن تتعلم الكثير عن ما فاتك ولم تشعر بالارتياح لمدى فهمك له، لذلك لا تتوقف ولا تطل التفكير، لا تعقد الأمور.

ميزة تطبيق دولينجو بالنسبة لي هي بساطته الشديدة في أسلوب التعلم، هو لا يطالبك بأن تصبح بطلًا خارقًا في تعلم لغة ما في أسبوعين أو ثلاثة!

يعلمون جيدًا ضيق الوقت للمتعلمين والعاملين، ولديهم فريق بحث ممتاز يعمل على تطوير التطبيق باستمرار ليلائم نمط حياتنا، ويساعدنا على أن نستمر في التعلم بمتعة ومرح.

لا تفقد هذه الروح أبدًا ولا تشعر بأن الدراسة والتعلم عبء ثقيل مُلقىً على كاهلك. استمتع بالتجربة، وافعل ما تحبه دون تفكير كثير.

وأخيرًا
Yo hablo español y soy muy contento
disfruto aprender Español porque es muy interesante

آية عاشور

أؤمن أن التعلم هو رحلتنا الحياتية، نقضيها في فهم كيف يسير العالم من حولنا وكيف نساهم فيه، نكتشف ذاتنا باكتشاف معالمه. أحب الرياضيات والرياضة وعالم الأنمي، وأكتب باستمرار عن تجاربي التعليمية. “إن الأمل جهد عمل والجهد لا يضيع” .. أبطال الديجتال 😉
زر الذهاب إلى الأعلى