اقتباساتمن الجامعة

لكل دكتور معنى ومغنى

مع الاعتذار للفنان الكبير محمد فوزي عن هذا الاقتباس فهناك فرق شاسع بين مقطعه “حاكم الزهور زي الستات لكل لون معنى ومغنى” فلا أستاذة الجامعة مثل النساء فى جمالهم أو الزهور فى رقتها… ولكن لكل فرد منهم معنى ومغنى مختلفًا فعلًا.

هل أدركتم الآن عن أى شىء يدور هذا المقال؟ أنواع الأساتذة الذين نقابلهم فى الجامعة. 
كنت منعدمة الخبرة تمامًا فى التعامل مع الأساتذة عند دخولي الجامعة، أشعر بقليل من الرهبة حتى أصبحت فى السنة الخامسة هذه “حريفة” فى التعامل معهم بما يكفى لكتابة هذا المقال.

فهناك يا سيدي الدكتور البلطجى الذى يتعامل مع الطلبة على أساس أنهم العبيد اللي اشتراهم الحاج مع شهادة الدكتوراة، لا يحضر أو يحاضر، وبالتالي لا يشرح، تشتري كتابه ويحدد لك على ما سيأتى في الامتحان وكان الله بالسر عليم، هذا يفضل معه الصمت المطبق لإنك بالحديث معه قد ينتهى بك الأمر مفصول من الجامعة أو سجين على ذمة قضية جنائية، من الممكن طبعًا أن تثور عليه أنت وزملائك في القسم بالتأكيد وإخباره بأنكم لستم عبيده ليتعامل معكم بهذه الطريقة، وأين حقوق الطالب فى الشرح والاستفادة، ولكن فى الغالب ستجد من يقول لك “شتمك أنت لوحدك ؟”… “مش مهم إنك بتنجح ؟”

مافيش فايدة ..
النوع الذي يليه… الدكتور المهذب طوال العام شرحه ممتاز ورائع، ولكن عندما يغضب منك لأي سبب يخبرك بمنتهى البراءة “أنا كويس معاكم لحد دلوقتى ما تخلونيش أعمل معاكم زي ما الناس التانية بتعمل وأدخل أكتب الكلمتين وأخرج وأجيبلكم امتحان ماحدش يعرف يحله”… صوت داخلى لا تستطيع البوح به يدندن “بانوا بانوا على أصلكم بانوا”.

وهناك الدكتور العسلية… لا محاضرات ولا شرح وإذا بعد الشر حضر يكون حضوره لسبب واحد وهو أنه أحضر لكم الكتاب لأجل شراءه ثم يترككم فى رعاية الله وأمنه، الفرق بين هذا النوع والنوع البلطجى أن هذا يحب أن يمتع نفسه بين الحين والآخر بالتعرف على وجوه جديدة، فربما يدخل المحاضرة ليحكي لك قصة أو قصتين عن مغامراته الشقية وفضله وكرمه وجوده مع الطلبة و “أنتم زى ولادى مش ممكن حد فيكم يسقط أبدًا… اشتروا الكتاب وذاكروه والامتحان هيجى منه”
بارك الله فيك يا شيخ.

نوع نادر الوجود… إذا وجدته رجاء قم باختطافه والتحفظ عليه لعرضه على أطباء نفسيين لمعرفة أسباب تعامله بهذا الأسلوب معكم، ولاستخلاص إكسير يتم وصفه للأنواع الثلاثة السابقة.

نوع “مالك متربى قال من عند ربي” يعتذر عن التأخر عن المحاضرة 5 دقائق، يخاطبك بصفة ابنى أو حضرتك ويقول “اتفضل” يولي أسئلتك اهتمامًا شديدًا ويحرص على عدم خروجك من المحاضرة إلا وقد فهمت كل كلمة قالها، لا يعدك بامتحان سهل يحله كل الطلبة ويجتازوه فقط يخبرك بالشىء الوحيد العقلانى فى هذا العالم “لو ذاكرت كويس مش هتلاقى حاجة صعبة عليك فى الامتحان”، يتعجب أو يستغرب من فكرة طلبك لكتاب علشان تذاكر المادة… هناك مرجع ما تستطيع العودة إليه إن شئت لو لم تكن المحاضرات كافية لك… لا يقوم بطبع كتاب شخصى له إلا تحت ضغط شديد منكم وبعد التأكد إن جميعكم قادرين على شراءه وربما لا يأخذ أي أموال من الطلبة غير القادرين.

الكلام ينطبق أيضًا على المعيدين أو مساعدين الأساتذة فى الجامعات.
على الرغم من ندرة النوع الأخير فى الوجود فى الجامعات العربية إلا إنني ما زلت أرى الأمل موجود أيضًا، وجود هؤلاء الأساتذة يعلمنا معنى أن تصبح إنسانًا تدرك أن علمك أمانة يجب أن توصلها للبشرية… هو وسيلة لإرضاء الله وخدمته ولتعمير هذا الكون، ليس طريقًا للتكبر والتنطيط على خلق الله… خاصة هؤلاء من يفترض بهم أن ينهلوا من بحر معرفتك.

من علمني حرفًا صرت له عبدًا
مقولة قد يذلك بها الكثير من الأساتذة ولكن وحيدين فقط منهم هم الذين يجبرونك على الإيمان بها بدون أن ينطقوا حرفًا منها.

آية عاشور

أؤمن أن التعلم هو رحلتنا الحياتية، نقضيها في فهم كيف يسير العالم من حولنا وكيف نساهم فيه، نكتشف ذاتنا باكتشاف معالمه. أحب الرياضيات والرياضة وعالم الأنمي، وأكتب باستمرار عن تجاربي التعليمية. “إن الأمل جهد عمل والجهد لا يضيع” .. أبطال الديجتال 😉
Back to top button