5 أسباب تدفعك لممارسة الألعاب الشعبية
على مر السنوات توارثت الأجيال الألعاب الشعبية التي يعود أصلها لقرون.
وفي العصر الحديث ومع تطور التكنولوجيا أخذت الألعاب الإلكترونية تحل محلها شيئًا فشيئًا حتى قاربت على الاختفاء.
على الرُغم من وجود بعض الفوائد الجيدة للألعاب الإلكترونية الحديثة، إلا أنها تعزل الأطفال بعيدًا عن التعامل مع المجتمع المحيط، بعكس الألعاب الشعبية، التي تُبنى على أساس مهارات حركية وعقلية تزيد من قدرات الأطفال وتطور من ذكائهم، وكذلك تمنحهم الفرصة للتعامل والاحتكاك مع أقرانهم في تشارك هذه الألعاب، التي تكون ألعابًا جماعية في الغالب.
ورغبة منا في التشجيع على العودة لإحياء وممارسة هذه الألعاب مرة أخرى، إليكم هذه الأسباب الخمسة للبدء في لعب الألعاب الشعبية.
1- تذكرنا بـ جذورنا
غالبًا ما ترتبط الألعاب الشعبية بثقافة ولغة أرضها الأصلية، وبالتالي فقد تم غرس القيم الأخلاقية والثقافية المتعلقة التي تشكل أهمية كبيرة للمؤسس، وأصبحت تتوارثها الأجيال من خلال اللعب.
ويحدث هذا الأمر من خلال السلوك الذي تفرضه اللعبة سواء كان سلوكًا عقليًا في اتباع طريقة تفكير معينة، أو سلوكًا جسديًا من خلال أداء حركات محددة -حركات راقصة لحفظ تراثهم الفني- أو غناء أغنية تنقل كلماتها وألحانها قصصًا شعبية وتراثية.
على سبيل المثال، هناك لعبة هندية تسمى “بالانجوزي” تتضمن توزيع بذور في حفر على لوح لتجميع أكبر عدد ممكن من البذور في الحفرة الخاصة بكل لاعب.
هذه اللعبة تؤكد على قيمة التشارك بشكل استراتيجي، حيث لا يوجد لاعب واحد يمكنه الاحتفاظ بكافة البذور في الحفرة الخاصة به، حتى لو حاول القيام بذلك، سيتعين عليه في بعض الحالات أن يقوم بتوزيع البذور للحفاظ على سير اللعبة.
في الواقع يمكنك تذكر جيدًا نصائح الجدات القديمة بأن عليك المشاركة من أجل الفوز، أو “شارك لتفُوز”. بالتالي الألعاب الشعبية تعيد التأكيد على القيم التي اعتبرت هامة في ثقافتنا، مما يتيح لنا فهمًا أفضل لجذورنا، ويتيح لنا إحساسًا أوضح بالهوية والانتماء.
2- تطوير المهارات الشخصية والاجتماعية
العديد من الألعاب الشعبية تنطوي على اللعب الجماعي ولو على الأقل مع شخص واحد آخر، فلم يكن تحدي جهاز كمبيوتر متاحًا في تلك الأوقات.
بالتالي هذه الألعاب تشجع الناس بسهولة على التفاعل، وهذا التفاعل الاجتماعي يفيد كثيرًا في مرحلة نمو الطفل وتنمية مهاراته، عندما يتعلم العمل الجماعي من أجل تحقيق الفوز، وكذلك الانتظار واحترام الدور في اللعب، ولعل أبرز المهارات التي يتعلمها الطفل من خلال هذه الألعاب هي “الذكاء العاطفي”. الذكاء العاطفي هو القدرة على التعرف على مشاعرنا وفهمها والتعبير عنها بشكل مناسب، وكذلك إدراك مشاعر الآخرين والحرص عليها.
اللعب الجماعي يحسن كثيرًا هذه المهارة عند الأطفال عندما يعتادون على التقاط التلميحات العاطفية من لغة الجسد لأصدقائهم وتعلم كيفية الاستجابة وفقًا لذلك، وبالتالي يتعلمون كيفية التعامل مع مشاعرهم الخاصة بشكل أفضل.
3- تحسين الصحة البدنية
تُمارس الكثير من الألعاب الإلكترونية الحديثة جلوسًا دون القيام بأي حركة، على عكس الألعاب الشعبية التي تحتوي على قدر كبير من النشاط البدني، وحتى تلك الألعاب التي تمارس جلوسًا مثل البالانجوزي التي ذكرناها مسبقًا لديها فوائد جسدية، لأنها تحرك النهايات العصبية والدورة الدموية بسبب استخدام البذور الصغيرة التي تتطلب حركة أصابع ذكية.
4- تطوير اللغة الأم
تميل الألعاب الشعبية إلى استخدام اللغة الأم، ويظهر هذا في شكل الأغاني التي يتم ترديدها أو حتى المصطلحات التقنية التي تستخدم في اللعب، وفي كلتا الحالتين ينخرط الأطفال في معجم لغتهم الأم عندما يلعبون هذه الألعاب والتي تساعدهم على تطوير وزيادة استخدام هذه اللغة والحفاظ عليها.
5- تقوية الروابط الاجتماعية
تعتبر أغلب الألعاب الشعبية مجموعة من الأنشطة الاجتماعية، وعلى عكس الألعاب الإلكترونية الحديثة التي هي إما سعي انفرادي للفوز أو تجمعات حصرية من الشباب، وذلك بسبب تعقيد الألعاب أو المهارات التكنولوجية الخاصة التي تتطلبها، فإن الألعاب الشعبية تتطلب مهارات أساسية أقل تعقيدًا، مما يجعلها أكثر شمولية ومناسبة لمختلف الفئات، وبالتالي هي تشجع الأفراد على التعامل مع الأصدقاء والعائلة بغض النظر عن العمر أو الخبرة، ويتيح هذا التفاعل التعرف على بعضنا البعض بشكل أفضل، وتعزيز الروابط الاجتماعية والعائلية التي قد يصعب إنشاؤها في بعض الأوقات.