قضية الشهرقضية شهر 6/ 2018 “شخصيات أثروا بالتعليم”

من هي “سكينة يعقوبي”؟

تابعت مع الكثيرين هذا العام مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم في دورته السابعة أو ما يعرف باسم WISE في العاصمة القطرية الدوحة في الرابع من نوفمبر، للتعرف على أبرز الأحداث والأنشطة وبالتأكيد جوائز هذا العام للمشاريع والأفراد المميزين والرائدين في مجال التعليم، أحد أهم هؤلاء الأفراد بكل تأكيد كانت الدكتورة الأفغانية سكينة يعقوبي التي قدمت لها الجائزة الشيخة موزة بن ناصر.
ربما يكون الاسم مجهول لأكثريتنا.

من هي سكينة يعقوبي وما السبب وراء منحها هذه الجائزة المميزة هذا العام؟

نشأتها:

سكينة يعقوبي أفغانية تبلغ من العمر 65 عامًا، ولدت في مدينة مهراه في أفغانستان، سافرت للدراسة في أميركا لتحصل على شهادة البكالريوس في العلوم البيولوجية في سنة 1977، وبعدها درجة الماجستير في الصحة العامة، لتعود في العام 1990 للعمل وسط شعبها في رحلتها من أجل التعليم.
كانت سكينة تعمل كأستاذة جامعية ومستشارة للصحة في الجامعة، ثم بدأت عملها مع اللاجئين في باكستان وفي خلال هذا الوقت عملت أيضًا باسم هيئة التنسيق بين الوكالات لإغاثة الأفغان في الجزء الخاص بالتعليم ضمن خطة الأمم المتحدة لإعادة التأهيل.

المعهد الأفغاني للتعليم:

في سنة 1995 قامت بتأسيس المعهد الأفغاني للتعليم (AIL) كمنظمة غير هادفة للربح تسعى لتوفير “تدريب التعليم” للمرأة الأفغانية، دعم التعليم للأولاد والبنات الأفغان، وتقديم التثقيف الصحي للنساء والأطفال.
تحت قيادة “سكينة”  عملت المنظمة على مستوى القاعدة الشعبية وقدمت نفسها للمجتمعات المحلية لتمكين النساء وإيجاد سبل لتوفير الخدمات التعليمية و الصحية للبنات في الريف والحضر في الأماكن الفقيرة والمعدمة الموارد.

كان المعهد هو المنظمة الأولى من نوعها التي تقدم التدريب على القيادة و العمل على حقوق الإنسان للمرأة الأفغانية، فقدم الدعم لأكثر من 80 مدرسة منزلية ساعدت 3000 فتاة أفغانية على التعلم بعدما قامت “طالبان” بغلق مدارس الفتيات في فترة التسعينات من القرن الماض، بالإضافة لكون المعهد هو أول من فتح مراكز “تعليم المرأة” في أفغانستان، وهو المبدأ الذي قامت عليه عدة مؤسسات حاليًا، وساهم المعهد في تدريب 10000 معلمة منذ نشئته.

باستخدام استراتيجية “سكينة” الشعبية ونهجها الشمولي، يخدم المعهد حاليًا ما يقرب من 350,000 من النساء والأطفال سنويًا، بالإضافة لمراكز التعليم والتدريب والمدارس والعيادات في كل من أفغانستان وباكستان التي خدمت أكثر من 7.700.000 شخص من خلال برامج التعليم والصحة للمعهد. بالإضافة لافتتاح مدارس خاصة تابعة للمعهد مؤخرًا توفر التعليم عالي الجودة بأسعار مناسبة، كما تم إنشاء إذاعة خاصة تبثت المحتوى التعليمي الخاص بالمعهد للمناطق النائية، وتشمل خطتهم المستقبلية إنشاء شبكة تلفزيونية وجامعة للنساء.

تاريخ أعمالها وشهرتها العالمية:

بالإضافة إلى عملها في المعهد كانت “سكينة” إحدى عضواتالفريق وملقية الضوء على التعليم للنساء والأطفال في عدة من المؤتمرات الدولية بما في ذلك مبادرة كلينتون العالمية، مؤتمر حاكم ولاية كاليفورنيا للنساء والعائلات، مؤتمر جمعية الدراسات الأوروبية الآسيوية الوسطى في جامعة هارفارد، منتدى عالم واحد في جامعة واريك في إنجلترا، رابطة المرأة في التنمية في بانكوك، والمعهد الدولي لثقافة السلام في كوريا الجنوبية و تركيا واليونان وكوستاريكا، كما ركزت على إيصال رسالة الإهتمام بحقوق المرأة في الرعاية الصحية والتعليم في أفغانستان.

تلقت “سكينة” والمعهد الاعتراف الدولي لما بذلوه من جهود لصالح المرأة والطفل في أفغانستان في سنة 2001 عند تلقيها جائزة “بيل جراهام” لمساعدة الأطفال ضحايا القمع السياسي وإنتهاكات حقوق الإنسان، جائزة “صانعي السلام” من مركز “تانينبوم” للتفاهم بين الأديان في سنة 2003، جائزة “حقوق المرأة” من مؤسسة “بيتر جروبر” لسنة 2004، كما تلقت العديد من الجوائز من المنظمات الأفغانية، في سنة 2005 تم منح “سكينة” جائزة الديموقراطية من الصندوق الوطني للديموقراطية، كما تم ترشيحها ضمن 1000 سيدة أخرى لجائزة نوبل للسلام، إلى جانب العديد من الجوائز والشهادات الفخرية من جامعات مختلفة، كانت أخرها هي جائزة “WISE” هذا العام، والتي صرّحت بعد تلقيها لها بكلمات مؤثرة أختتم بها مقالتي ، جاءت كالتالي:

“إنه لشرف عظيم ونعمة من الله أن أكون الفائزة بجائزة وايز للتعليم لهذا العام. وهذه الجائزة ذات مغزى خاص بالنسبة لي لأنها جاءت في وقت تمرّ فيه أفغانستان بفترة عصيبة؛ إذ يعيش شعبي تحت وطأة الرعب والفقر. فهم يعانون الأمرّين ويشعرون بالعجز واليأس، ولكن رغم ذلك، أضاءت لي بارقة أمل. فبحصولي على هذه الجائزة، يمكننا أن نستمر في توفير التعليم للمزيد من الأفغانيين، فنمنحهم بذلك الأمل ونشجعهم على المضي قدمًا رغم التحديات التي يواجهون. إنها حقًا لمنحة عظيمة، وأودّ أن أهديها لمعهد التعلم الأفغاني ولكافة النساء، والرجال، والأطفال الذين نسعى لتعليمهم”.

المصادر:
ويكيبديا
الموقع الرسمي لمؤتمر القمة العالمية للإبتكار في التعليم

آية عاشور

أؤمن أن التعلم هو رحلتنا الحياتية، نقضيها في فهم كيف يسير العالم من حولنا وكيف نساهم فيه، نكتشف ذاتنا باكتشاف معالمه. أحب الرياضيات والرياضة وعالم الأنمي، وأكتب باستمرار عن تجاربي التعليمية. “إن الأمل جهد عمل والجهد لا يضيع” .. أبطال الديجتال 😉
Back to top button